تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة القديس البابا سيماؤن الثاني البطريرك الثاني والأربعين من بطاركة الكرازة المرقسية.
قصة البابا سيماؤن الثاني
سنة 416 للشهداء ( 700م ) تنيَّح القديس البابا سيماؤن الثاني البطريرك الثاني والأربعون من بطاركة الكرازة المرقسية. كان هذا القديس سرياني الجنس. جاء به أبواه إلى الإسكندرية منذ صباه.
وكان يتردد على الكنيسة المرقسية وعلى البابا أغاثون، ثم مضى وترَّهب بدير الزجاج، وفي فترة وجيزة وصل إلى درجة سامية من العلم والفضل والكمال والتقوى، فرسمه البابا أغاثون قسًا، ثم انتخبه الرهبان وكيلًا للدير فكان مطيعًا للأنبا يوأنس رئيس الدير.
بعد نياحة البابا إسحاق اتفق رأى الأساقفة والكهنة والأراخنة على رسامة الراهب سمعان بطريركًا، فرسموه يوم 23 كيهك سنة 409 للشهداء (692م). فتبادل مع بطريرك أنطاكية الرسائل. كان هذا البابا
يميل للوحدة والتقشف ويلوم من تعود على العيشة الرخوة. فحنق عليه بعض الأشرار وقدموا له سُمًا، فلم يضره. ثم عادوا ووضعوا سُمًا أشد داخل ثمار التين، فأكل بعضًا منه فتألم كثيرًا مدة
أربعين يومًا. أما هؤلاء الأشرار فقد أمر الوالي بإحراقهم، ولكن البابا تشفع لهم أمام الوالي وأنقذهم من الموت، عدا الساحر الذي عمل السم فأحرقه حيًا ليكون عبرة لغيره. وتم قول الإنجيل المقدس:
" يحملون حيات وإن شربوا شيئًا مميتًا لا يضرهم " (مر 16: 18).
وقد رسم هذا البابا في أحد العنصرة جملة أساقفة مختبرين في العلوم منهم الأنبا زكريا أسقف سخا وأطلموس أخوه أسقف منوف العليا وغيرهما. وبعد الرسامة مضى إلى برية شيهيت وافتقد رهبان الأديرة. وبعدها رجع إلى الإسكندرية، حيث ضعف جسده. وبعد أيام تنيَّح بسلام بعد أن أمضى على الكرسي المرقسي سبع سنين وسبعة أشهر.