بعد دقائق من وعد المرشد الأعلى الإيراني بـ«عقاب قاس» لإسرائيل ردا على اغتيال الزعيم والشهيد الفلسطيني إسماعيل هنية في طهران اليوم الأربعاء، تم رفع علم أحمر رمزي فوق مسجد كبير في مدينة قم المقدسة، وهذه هي المرة السادسة التي يتم فيها رفع العلم في تاريخ إيران.
آخر مرة ظهر فيها العلم الأحمر
آخر مرة ظهر فيها العلم كانت في يناير من هذا العام بعد هجوم إرهابي في محافظة كرمان، عندما فجر مسلحون من تنظيم داعش الإرهابي، قنبلتين على طريق موكب جنازة لإحياء ذكرى اغتيال الجنرال قاسم سليماني؛ وكان الزعيم الإيراني آية الله السيد على خامنئي قد وعد في وقت سابق بـ«عقاب قاس» لإسرائيل ردا على مقتل الزعيم السياسي لحماس.
وقال آية الله خامنئي في بيان اليوم الأربعاء: «إن النظام الصهيوني المجرم والإرهابي تسبب في استشهاد ضيفنا العزيز في منزلنا وأحزننا»، مضيفًا «كما أعد الأرضية لمعاقبة قاسية لنفسه».
وقال إن من واجب إيران الانتقام لاغتيال هنية الذي كان موجودا في العاصمة الإيرانية لحضور حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.
وأكد خامنئي، في مؤتمر لتقديم تعازيه لأسرة هنية والجماعة الفلسطينية، «من واجبنا الانتقام لدمه في هذه الحادثة المريرة والصعبة التي وقعت على أراضي الجمهورية الإسلامية»، مُعلنًا الحداد العام لمدة ثلاثة أيام في كافة أنحاء البلاد على استشهاد هنية.
لماذا ترفع إيران العلم الديني الأحمر تحديدًا؟
رفعت إيران العلم الديني الأحمر محذرة من معركة شديدة قادمة، حيث ترمز الأعلام الحمراء في التقاليد الشيعية إلى الدماء التي أريقت ظلمًا، كما أنها بمثابة دعوة للانتقام للشخص الذي استُشهد.
كما يعد اللون الأحمر أحد ألوان الهوية الوطنية الإيرانية، حيث يرمز إلى القوة في القتال والشجاعة، وهو أحد ألوان العلم الإيراني، تحت اللونين: الأخضر الدال على الإسلام، والأبيض الذي يرمز إلى السلام.
وفي التراث الإيراني القديم، كانت ترفع الأعلام الحمراء فوق منازل أصحاب الدم، ولا تُنكس إلا بعد الأخذ بالثأر، وخلال السنوات الماضية تم رفع الرايات الحمراء في مسيرات تشييع رموز مقتولين «ظلمًا» وفوق قباب المساجد والعتبات، إشارة إلى الحزن الوطني والتعهد بالانتقام.
ورغم أن السلطات دأبت- خلال السنوات الماضية- على رفع الراية المكتوب عليها «يا لثارات الحسين» عقب العمليات «الإرهابية»، للدلالة على عزمها الانتقام، فإن الخطوة الأخيرة قوبلت بتفاعل واسع لدى مشيعي الضحايا الذين هتفوا للانتقام من منفذي العمليات.