القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

سيرة الأنبا بسنتاؤس اللابس الروح أسقف قفط “معلومات نادرة”

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم 13 من الشهر المبارك أبيب, بتذكار نياحة القديس بسنتاؤس أسقف قفط ، وبهذه المناسبة قدم المؤلف والكاتب كيرلس كمال عطا الله مقطع فيديو مصورًا يتحدث عن تفاصيل نادرة لسيرة القديس وذلك عبر قناته الخاصة بموقع اليوتيوب حكاوي قبطية، وهي خدمة تحت إشراف الأنبا إيلاريون ، أسقف قطاع غرب الإسكندرية ..

سيرة الأنبا بسنتاؤس اللابس الروح أسقف قفط “معلومات نادرة”

وفيما يلي تفاصيل نادرة عن سيرة الأنبا بسنتاؤس اللابس الروح ..

اكتشاف الجسد

في بداية سنة 2017 م حصل نيافة الأنبا بيمن على ترخيص من هيئة الآثار بعمل ترميم لكنيسة دير

القديس بسنتاؤس بديره بجبل ديسندا مركز نقادة بإشراف القس كيرلس المصري كاهن الدير ، وأثناء

العمل سقط أحد العمال في حفرة داخل الكنيسة اكتشفوا تحتها رفات القديس حيث كُتب اسمه

علي حجر كان موضوع عليه القديس ، و كان الاسم مدونًا عند موضوع الرأس .

وفي 8 يوليو 2018 م أعلن صاحب النيافة الأنبا بيمن عن اكتشاف جسد القديس وسط احتفال مهيب

بعيد فى تذكار نياحته فى 13 أبيب فمن هو القديس الأنبا بسنتاؤس اللابس الروح أسقف قفط؟

المصادر الأولية للسيرة

يذكر د.

صموئيل قزمان معوض أن المصدر الرئيسي لسيرة الأنبا بسنتاؤس هو مديح أو سيرة لحياته وصلت إلينا في لغات مختلفة ، فهناك نص قبطي بحيري ونص قبطي صعيدي منسوبان للأنبا موسي أسقف قفط بجانب نص قبطي آخر منسوب للقس يوحنا تلميذ القديس وهناك نص عربي للراهب تادرس من برية شيهيت بجانب بعض الشذرات عن سيرته وبعض رسائله.

كتُاب سيرته

كان أول من كتب سيرته هو تلميذه يوحنا الذي كان ملاصقًا له معظم الأوقات ، ثم كتب الأنبا موسى

أسقف قفط بعد نياحة القديس سيرة القديس، كما كتب الأنبا تواضروس الراهب الذي من برية شيهيت بداية رهبنة القديس لأنه كان حاضرًا وقت مجيئه للدير عند الأنبا إيلياس.

حياته الأولى

ولد بسنتاؤس معنى أسمه الأساس سنة 548 م في شامير من ناحية أرمنت ، من أسرة ميسورة

الحال ، تعلم الكتاب المقدس وحفظ أسفار الاثني عشر نبيًا الصغار في عمر السبع سنوات. عمل فى رعي أغنام والده منذ أن كان عمره أربعة عشر عامًا ورغم صغر سنه إلا أنه درب نفسه على الحياة النسكية والصوم وكان يوزع طعامه على أعوانه من الرعاة وكان كثير الصلاة والصوم رغم صغر سنه حتى أكمل سن العشرين.

رهبنته

فى شبابه حيث كان عمره عشرين عامًا تمت محاربته بالشهوات الشبابية ، فرفض هذه الشهوات وجاهد ضدها وعزم على ترك العالم والترهب ، فذهب لدير القديس فيبامون فى جبل شامة عند الأب إيلياس الذي جذبت سيرته-الأنبا إيلياس- الكثير من الشباب للحياة الرهبانية وطلب منه -بسنتاؤس- أن يترهب ، فألبسه الإسكيم المقدس فى نفس اليوم الذي جاء أن يترهب فيه حتى تحير الأب تواضروس الذي

كان من برية شيهيت متسائلاً الأب إيلياس عن سبب رهبنته بهذه السرعة التي تعد عكس العادة

الرهبانية ، فأجابه أن الرب قد أعلمه بمجىء هذا الشاب منذ ست سنوات وما سوف يكون عليه من قداسة ونقاء لذلك رهبنه.

حياته الرهبانية

تدرب القديس على عمل نسكيات عظيمة وجهاد روحي كبير ، فكان يصوم يومين يومين ثم ثلاثة أيام

حتى صار يصوم الأسبوع كله ، وكان حافظًا أًسفار الاثني عشر نبيًا الصغار عن ظهر قلب منذ صغره بجانب حفظه لسفر المزامير وإنجيل يوحنا.

شوهد كثيرًا و هو رافع يديه للصلاة كانت أصابعه تشع بالنور ، بجانب فى أحد المرات رآه راهب يتلو أسفار الأنبياء الصغار وشاهد هذا الراهب أن عندما يقرأ الأنبا بسنتاؤس سفر كان النبي كاتب السفر

يظهر يستمع له ثم يذهب و يأتي نبي آخر كان القديس يقرأ في سفره ، شعر القديس بآلام شديدة ذات يوم وكان ذلك بعد عيد القيامة فجاء بعض الأخوة ليفتقدوه ، ثم بعد ذهابهم أشدت عليه الآلام وتعب جدًا

فأرسل له الله إيليا النبي ليعزيه و يقويه وقد حكي هذه القصة أحد الرهبان الذي جاء ليفتقد الأنبا بسنتاؤس ليطمئن عليه وقد شاهد النبي إيليا وسمح له الله أن يتقابل مع النبي لأجل أعمال هذا الراهب الصالحة.

أجري معجزات كثيرة منذ رهبنته حيث أنه في أحد المرات الذي خرج فيها ليملأ جرته بالماء رأى

امرأتين فهرب منهما وكانت هاتان المرأتان مريضتين و كانا يريدا أن يصلي عليهما ، لكنه هرب لأنه لم يرد أن يري وجه امرأة فاخذت واحدة منهما رملاً من الذي سار عليه القديس وشفيت فأعطت زميلتها فشفيت هي الأخرى ببركة صلواته.

ظل في قلاية منفردة في الدير حوالي سبع سنوات خرج من الدير لمغارة في جبل شامة وظل هناك

16 سنة ، وذلك بسبب أنه أخرج شيطانًا من صبي صغير وذاع صيته فهرب من المجد الباطل بجانب

حبه وميله للوحدة والاعتزال.

وذات مرة آتي صديق له فيلسوفًا طلب منه أن يصلي لابنته لأنها متعسرة في الولادة ، فصلي له على ماء وعندما سقى الفيلسوف ابنته من هذا الماء ولدت ابنًا ذكرًا ودُعي باسم بيسنتاؤس.

علي أثر ذلك ذهب القديس لجبل الأساس ، وظل هناك قرابة الثلاث سنوات فكان إجمالي حياة الأنبا

بسنتاؤس في الرهبنة هو ثلاثون عامًا قبل أن يدُعي للأسقفية حيث ظل سبع سنوات راهبًا ممتلمذًا في

الدير بجبل شامة ، ثم تسع سنوات منعزل بالدير البحري ثم أربعة عشر عامًا في جبل الأساس حيث

صار أبًا عالمًا مرشدًا لرهبان كثيرين ذاع صيته هناك وجذب كثيرين للرهبنة وظل هناك حتى أسقفيته .

دعوته للأسقفية

ظهر له ثلاثة ملائكة أعلموه بأن الله دعاه للأسقفية ، لكنه رفض معللاً ذلك بأنه غير مستحق لكنه سمع صوتًا من السماء بعد ذلك يطلب منه الموافقة على رسامته أسقفًا ثم جاء بعد ذلك كهنة قفط وأخذوه للبابا دميانوس لتتم رسامته في دير الزجاج على يد البابا دميانوس ال 35 وهو أول بطريرك قبطي من أصل سرياني، حيث كان يقيم هناك بسبب الاضطهاد الخلقيدوني وتمت رسامته سنة 598 م وكان عمره آنذاك 50 سنة.

أسقفيته

كان الأنبا بسنتاؤس أبًا عالمًا فاضلاً متطلعًا في الكتب المقدسة وحافظًا أغلبها اهتم بافتقاد شعبه وزيارتهم وكتابته الرسائل لهم وكان بشوشًا له مهابة عالم بالخفايا لديه روح النبوة يقول الحق لا يهاب أحدًا كان يرى مجد

الله في الهيكل أثناء صلوات القداس. كان معطاءً يصرف كل مال له يأتيه على الفقراء والمحتاجين شديد العطف عليهم ورغم خدمته لشعبه ، إلا أنه لم ينس صلواته ونسكياته وكان يقضي وقتًا في الخلوة والاختفاء ومع ذلك كان دائم الصلة بشعبه.

عاصر غزو الفرس لمصر واختفي في الجبل قرابة العشر سنوات أثناء احتلال الفرس لمصر سنة 619 م وخدم في الأسقفية حوالي 33 سنة بأمانة واتضاع قلب.

كان من تلاميذه القديس أنبا أندراس الشهير (بأبو الليف) حيث أخذه القديس معه للصلاة والوحدة في الجبل، ومن تلاميذه أنبا موسي وأنبا يوحنا .

نياحته

علم بالروح موعد نياحته فأوصي تلاميذه والكهنة على الامانة المستقيمة ثم تنيح في 13 أبيب سنة 631م، وقد اهتم تلميذه يوحنا بتكفينه بالدينار الذي كان محتفظًا به من عمل يديه وقت أن كان راهبًا ليوم تكفينه ودفنه فى جبل الأساس (جبل ديسندا).

بذلك يكون الأنبا بسنتاؤس قد عاصر أربعة من الآباء البطاركة وهم البابا دميانوس البطريرك ال 35 (578 607م) و البابا أنسطاسيوس ال36 (607 619م) والبابا أندرونيكوس ال37 (619 623م) وتنيح فى حبرية البابا بنيامين الأول (623 662).

كتاباته

له عظة للقديس آڤا نفر السائح باللغة القبطية الصعيدية في مخطوط من دير القديس مرقوريوس بحاجر أدفو محفوظة الآن بمكتبة لندن وقد ترجمها الدكتور صموئيل قزمان معوض للعربية فى كتاب إطلالات على تراث الأدب القبطى الجزء الثالث ، له مجموعة رسائل بخط يده على البردي وشقوق الفخار كان يرسلها للرعية ليطمئن على أحوالهم ويرد على تسألهم ومطالبهم.

عظة عن ابن الله يتحدث فيها عن كيفية تمجيد ابن الله ولم يصل منها سوى شذرات.

المراجع

الأنبا بسنتاؤس (بيسندا بيسنتي) الطبعة الرابعة للأغنسطس يوحنا وليم

فهرس كتابات الآباء الكتابات القبطية الجزء الأول الأب أثناسيوس المقارى

تراث الأدب القبطي تاريخ اللغة القبطية ولهجاتها د. يوحنا نسيم

تاريخ المسيحية والرهبنة وآثارهما فى أبروشيتي نقادة وقوص وإسنا والأقصر نبيه كامل داود وعادل فخري

السيرة العربية للأنبا بسنتاؤس أسقف قفط فى القرن السابع مع الترجمة الإنجليزية

إطلالات على التراث الأدب القبطي الجزء الثالث د. صموئيل قزمان معوض

الأنبا بسنتاؤس للشماس بيشوي فخرى مقال على الفيس بوك.

وطنى
20 يوليو 2024 |