في طابور يتجاوز عشرات الأمتار يصطف مئات المصلين والمصليات، في موسكو مرتدين الحجاب والصلبان أمام باب خشبي ضخم مزركش بالنقاشات الدينية لأداء صلاة الاحد بـ "كنيسة المسيح المخلص" التي يتوافد إليها الالاف من الأرثوذكس حول العالم لزيارتها وأداء الصلاة و التبارك بها.
وتُعد كنيسة المسيح المخلص واحدة من أبرز وأكبر الكنائس الأرثوذكسية في روسيا والعالم، حيث تقع هذه الكنيسة الرائعة على ضفاف نهر موسكفا في العاصمة الروسية موسكو.
تاريخ الكنيسة
بُنيت الكنيسة الأصلية في القرن التاسع عشر بناءً على أوامر القيصر ألكسندر الأول، وذلك تكريمًا للجنود الروس الذين ضحوا بحياتهم خلال الحروب النابليونية.
وتم وضع حجر الأساس في عام 1839، واستغرق البناء أكثر من أربعين عامًا، حيث اكتملت الكنيسة في عام 1883.
ولم تستمر هذه الكنيسة الأصلية طويلاً؛ ففي عام 1931، تم تدميرها بأوامر من جوزيف ستالين خلال حملة إزالة الكنائس وإقامة المشاريع السوفيتية الكبرى، وكان الهدف حينها بناء قصر السوفييت في موقعها، إلا أن هذا المشروع لم يُنفذ.
إعادة البناء
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، قررت الحكومة الروسية إعادة بناء الكنيسة، وبدأت أعمال إعادة البناء في عام 1994 واستُكملت في عام 2000.
وتم إعادة بناء الكنيسة وفقًا للتصاميم الأصلية، و أضيفت إليها تحسينات تقنية ومعمارية حديثة.
الهندسة المعمارية
تمثل كنيسة المسيح المخلص تحفة معمارية بفضل تصميمها الفخم وزخارفها الفنية الرائعة، حيث يتزين الهيكل الخارجي بقباب ذهبية ضخمة، في حين يزين الداخل بالفسيفساء والأيقونات الجميلة.
ويبلغ ارتفاع الكنيسة حوالي 103 أمتار، مما يجعلها واحدة من أطول الكنائس الأرثوذكسية في العالم.
الأهمية الدينية والثقافية
تعد الكنيسة مركزًا رئيسيًا للعبادة والتجمعات الدينية، حيث تُقام فيها العديد من الاحتفالات الدينية والطقوس الأرثوذكسية.
كما تستضيف الكنيسة أحداثًا ثقافية واجتماعية مهمة، مما يجعلها رمزًا ثقافيًا ودينيًا هامًا في روسيا.
الزيارات السياحية
وتُعتبر كنيسة المسيح المخلص وجهة سياحية بارزة، حيث يقصدها الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمالها المعماري والتعرف على تاريخها العريق.
ويمكن للزوار استكشاف الكنيسة من الداخل والخارج، بالإضافة إلى زيارة المتحف المرفق الذي يروي قصة إعادة بنائها ويعرض العديد من القطع الفنية والوثائق التاريخية.
وتمثل كنيسة المسيح المخلص في موسكو رمزًا للنهضة الروحية والثقافية في روسيا، وهي شاهد حي على التاريخ العريق والصمود والإيمان الذي يميز الشعب الروسي.
