تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية يوم 22 توت من الشهر القبطي الموافق 2 اكتوبر من الشهر الميلادي ( سوف نحتفل به هذا العام في 3 أكتوبر حيث أنها سنة كبيسة ) بتذكار استشهاد القديس
العظيم يوليوس الاقفهصي والملقب بكاتب سير الشهداء ( حسب سنكسار الكنيسة القبطية ) ؛ أما عن يوليوس الاقفهصي نفسه؛ فهو من بلدة أقفهص التابعة لمركز الفشن محافظة بني سويف ؛ ولد من
أسرة غنية وعندما كبر قليلا سافر الي الاسكندرية وسكن فيها ؛ وكان ذلك خلال فترة الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس ( 244- 305 م ) ولقد أهتم القديس يوليوس بالعناية بأجساد
الشهداء وإرسال رفاتهم إلي بلادهم الأصلية بكرامة شديدة ؛ كما قام بعمل آخر عظيم هو تسجيل سيرتهم المقدسة ؛ فقام بتكليف 300 شاب بالسفر والتجوال حول البلاد لجمع وكتابة سيرتهم بعد تكفينهم.
ولقد دعا له ذات مرة أحد أسر الشهداء ذات مرة قائلا له ( لا بد لك من سفك دمك علي أسم السيد المسيح لتحسب أنت أيضا في عداد الشهداء ).
وذات ليلة ظهر له السيد المسيح في رؤيا وقال له وأمره أن يذهب إلي أركاديوس والي سمنود ويعترف أمامه بالسيد المسيح ؛ ولكن الأرض أنفتحت وابتلعت 70 وثن و140 كاهن من كهنة الأوثان ؛ فلمارأي الوالي هلاك الكهنة أمامه آمن بالسيد المسيح ؛ ومضي بصحبة القديس الي أتريب فقام الوالي هناك بتعذيبهما عذابا شديدا
فانطلق الي هناك كأمر الرب ، فقام الوالى بتعذيبه عذابا شديدا بكل أنواع العذابات المتاحة في وقته ، ولكن الرب كان يقويه ،ولقد ارسل الرب ملاكه الي معبد الأوثان فنزع رؤسهم
وسودها بالرماد ، فآمن والي أتريب بالسيد المسيح ، وذهب ثلاثتهم ( القديس ووالي سمنود ووالي أتريب ) الي الكسندروس والي طوة ( مدينة تقع بالقرب من طنطا محافظة الغربية وحلت
محلها محلة مرحوم ) وهناك نالوا جميعا اكليل الشهادة ؛ واشتسهد معه نحو 1500 شخص ؛ أستشهدوا جميعا ونالوا اكليل الشهادة ( لمزيد من التفصيل راجع السنكسار القبطي تحت يوم 23 توت ) .
ولقد نقل المؤمنون جسد القديس الي الاسكندرية ، ولما أنتهي الاضطهاد وجاء الملك قسطنطين ( 272- 337 م تقريبا ) فلما سمع بسيرة القديس ،أعجب به كثيرا ، وارسل أموالا إلي مصر وأمر أن تبني كنيسة بأسمه في مدينة الاسكندرية ونقل
جسده الطاهر اليها ، وقام البابا الكسندروس ( 313- 326 م تقريبا ) بابا الكنيسة القبطية الارثوذكسية رقم 19 ، ببناء كنيسة ضخمة علي أسمه ، وتحتفل الكنيسة القبطية بتذكار تكريسها في 25 يابة الموافق 4 نوفمبر ( نفس المرجع السابق ) .
ولقد كتب عنه نيافة الحبر الجليل نيافة الانبا متاؤس رئيس دير السريان العامر حاليا ؛ وسجل سيرة حياته كما وردت في السنكسار ( لمزيد من التفصيل راجع كتاب :- شهداء وقديسون وعلماء من ايبارشية بني سويف والبهنسا ؛ صفحتي 27 و 28 ) .
ويذكر عنه القمص تادرس يعقوب ملطي أن السيد المسيح له المجد ظهر له في حلم وقال له " افرح يا خادم القديسين ، فالاكاليل معدة لك.
قم أمض إلي سمنود وأشهد لأسمي ؛فسيؤمن كثيرون بسببك.
وبعد سنة نصف سيبطل قسطنطين عبادة الأوثان وتفتح الكنائس.
هوذا رئيس الملائكة ميخائيل معينا لك ، حتي تتمم جهادك الحسن وتلبس ثلاثة أكاليل : واحد من أجل صداقاتك وصلواتك وأصوامك النقية ، والثاني من أجل خدمة القديسين ،والثالث من أجل أسمي ".
( قاموس آباء الكنيسة وقديسيها ؛ صفحة 362 ) .
ثم أستدعي يوليوس ابنيه أوخاريطوس وتادرس وقال لهما : لقد رأيتما كيف أكتب سير القديسين ؛ وأكفن أجسادهم ؛ وإرسالها إلي بلادهم ؛ فأخذت بركة الكثيرين.
والان احفظا نفسيكما في مخافة الرب يسوع .( نفس المرجع السابق ؛ صفحة 362 ) .
1-الشهيد أبانوب النهيسي ( سنكسار 24 أبيب ) .
2- الشهيد مكراوي أسقف نقيوس ( سنكسار 2 برمهات ) .
3-الشهيد بيمانون من بنكلاوي ( سنكسار 8 ابيب ) .
4-الشهيد بسادة القس البهنساوي ( سنكسار 24 طوبة ) .
5-الشهيد سرجيوس الاتريبي ( سنكسار 13 أمشير ) .
5-الشهيد يحنسس السنهوتي ( سنكسار 8 بشنش ) .
6-الشهيد أبامون الطوخي ( سنكسار 13 أبيب ) .
7-الشهيد أوري الشطانوفي ( سنكسار 9 يوليو ) .
ولقد جاء ذكر أسماء الشهداء وسيرهم في العديد من المخطوطات المحفوظة في الاديرة القبطية منها " مخطوط حياة واستشهاد وعجائب القديس يوليوس الأقفهصي ( مخطوط رقم 622 ) ومحفوظ في دير السريان العامر بوادي النطرون ؛ ومخطوط آخر بعنوان " سيرة وعجائب القديس يوليوس الأقفهصي بدير مارمينا العجايبي والمحفوظ تحت رقم ( 196 ) .
ويبقى لنا في النهاية تعريف سريع ببلدة " أقفهصت " التي ينتمي إليها القديس ؛ فلقد كتب عنها ياقوت الحموي في كتابه " معجم البلدان " حيث قال عنها " الأقفاص :- كذا يتلفظ بها العوام وينسبون إليه الأقفاصي ، وصوابه بلدد بالصعيد من كورة البهنسا فيما أحسب ( معجم البلدان ؛ دار صادر ؛ بيروت ؛ الجزء الأول ؛ صفحة 237 ).
( خالص الشكر للأخ الحبيب الدكتور حسام عبد الظاهر لتفضله بتصوير هذا المعلومة وإرسالها لي علي الماسنجر ؛ كذلك لمساعدتي في جمع كل المواد المتعلقة ببلدة أقفهص ) .
كما كتب عنها ابن مماتي في كتابه "قوانين الدواووين " حيث قال عنها " اقفهنس حيث جاء ذكرها في ابن الجيعان 160 س 5 ؛ وابن دقماق ج 5 21 ( ابن مماتي ؛ قوانين الدواووين :- صفحة 104 )
وكتب عنها العالم الفرنسي الكبير اميلينو Emile Clement Amelineau ( 1850- 115 ).
حيث قال عنها تحت أسم اقفهص أو اقففهس Aqfahs ( هذا الاسم مشهور جدا ، لأن منه شخصية هامة هي " يوليوس الإقفهصي الشهيد .وكان قائدا مسيحيا وكان يدفن الشهداء وكان يأمر بكتابة سيرهم.
وقد درست سيرته.
ولم أجد أي تفاصيل عن مدينته.
... ويقول عنها شامبلبون لما ذكره بطليموس الجغرافي أن مدينة Cabass وقراها كانت توجد بين فرعي النيل ؛ وفرع النيل الكنوبي في منطقة شطانوف بالمنوفية.
وفي الواقع كانت علي مقربة من فرع رشيد ........ وفي وثائق الفاتيكان ثلاث مؤلفا ت تنسب ليوليوس الاقفهصى ؛ وتشمل سيرة ابانوب النهيسي ؛ وسيرة ديديموس وإببما.
كما توجد في المكتبة الوطنية بباريس مخطوطات كثيرة عنه ؛ وقد لخصها السنكسار القبطي.
كما ورد عنها في مخطوطة عربية رقم 89 بالمكتبة الوطنية بباريس ، وتقع في منطقة الفشن بمديرية المنيا ( وحاليا مركز الواسطي محافظة بني سويف ) .( راجع الفقرة بالكامل مع بعض التفاصيل الأخري في جغرافية مصر في العصر القبطي ؛ ترجمة وتعليق أرشيداكون ميخائبل مكسي إسكندر ؛ صفحتي 34 و35 ) .
كما كتب عنها محمد رمزي ( 1871- 1945 ) حيث قال عنها تحت أسم " إقفهص " ( هي من القري القديم ، وردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد ، وفي التحفة إقفهس من أعمال البهنساوية ، وفي مباهج الفكر وتسمي في غير الديوان إقفاص ، وهذا هو أسمها الذي ورت به كذلك في الخطط التوفيقية ، وعلي لسان العامة ، وفي تاريخ سنة 1230 هجرية بإسمها الحالي.
وذكرها اميلينو فقال أن أسمها القبطي Khbes ؛ والعربي إقفهس ( لمزيد من التفصيل راجع :- محمد رمزي :- القاموس الجغرافي للبلاد المصرية ؛ القسم الثاني ؛ البلاد الحالية ؛ الجزء الثالث ؛ مديريات الجيزة وبني سويف والفيوم والمنيا ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ 1994 ؛ صفحة 186 ) .
وتبقي لنا في النهاية تعريف سريع برسالة الدكتوراة التي حصل عليها الدكتور يوحنا نسيم يوسف حول القديس يوليوس الأقفهصى من جامعة مونبليه بفرنسا بتاريخ 28 يونية 1993 ؛ تحت إشراف عالم القبطيات جيرارد جوردون Gerard Gordon.
وفي مداخلة هاتفية مع سيادته ؛ أفاد أن
الرسالة تنقسم إلي خمسة فصول رئيسية تقسمها كالتالي :-
1-الفصل الأول :- يتناول الشخصيات المنسوبة ليوليوس الأقفهصي مثل ( الملوك الولاة القديسون الأساسيون القديسون الثانويين بعض الفئات المتنوعة مثل السحرة والجنود ..... الخ .
2-الفصل الثاني :- يتناول الأحداث التي وقعت في عصره ؛ وبناء عليه تم تقسيم السير إلي عدة مجموعات مثل :- ( مجموعة قديسين مصر الوسطي مصر السفلي قديسين فرع دمياط قديسين فرع رشيد مجموعات غير متكاملة تحوي شذرات متناثرة بعض السير المنحولة ) .
3-الفصل الثالث :- يتناول المناطق الجغرافية في السير المنسوبة ليوليوس الأقفهصي .
4-الفصل الرابع :- أسماء الوظائف الموجودة في ذلك العصر مع تاريخ تطور كل وظيفة .
5-الفصل الخامس :- القديسون المذكورون في السيرة في الطقوس القبطية والكتب الكنسية المختلفة وأهم الكنائس والأديرة التي علي أسماء هؤلاء القديسين .
6-الخاتمة :- وتتتضمن تعريفا بالقديس يوليوس الأقفهصي نفسه .
ولقد كتب الدكتور يوحنا نسيم تعريف مختصر عنه في كتاب " تراث الأدب القبطي " حيث قال فيه " مذكور في السنكسار يوم 22 توت علي انه أستشهد في بداية عصر قسطنطين وينسب إليه العديد من سير الشهداء.
كما أشار سيادته في نفس الكتاب إلي رسالة الدكتوراة .
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1- السنكسار القبطي تحت يوم 23 توت ؛ و25 بابة .
2- نبيه كامل داود :- تاريخ إيبارشية محافظة بني سويف ؛ لجنة التحرير والنشر بمطرانية بني سويف والهنسا ؛ 1989 ؛ الصفحات 31 ؛ 113 .
3- نيافة الانبا متاؤس :- شهداء وقديسون وعلماء كنسيون من محافظة ايبارشية بني سويف والبهنسا ؛ لجنة التحرير والنشر بمطرانية بني سويف والبهنسا ؛صفحتي 27 و 28 .
4- القمص تادرس يعقوب ملطي :- قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض الشخصيات الكنسية ( ن ى ) ، كنيسة الشهيد بالعظيم مارجرجس سبورتنج ، 2000 ؛ صفحة 361 ، 362 .
5- ياقوت الحموي :- معجم البلدان ، دار صادرب ، بيروت ، الاول ، بيروت ، صفحة 237 .
6- الأسعد ابن مماتي :- كتاب قوانين الدواوين ، جمع وتحقيق عزيز سوريال عطية ،طبع علي نفقة الجمعية الزراعية باشارة حضرة صاحب السمو الامير عمر طوسون ، مكتبة مدبولي ،الطبعة الأولي 1999 ، صفحة 104 .
7- اميلينو :- جغرافية مصر في العصر القبطي ، ترجمة وتعليق الأرشيدياكون ميخائيل مكسي إسكندر ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، الطبعة الاولي ، 2013 ، صفحتي 34 و35 .
8- محمد رمزي ؛:- القاموس الجغرافي للبلاد المصرية من عهد قدماء المصريين إلي سنة 1945 ، القسم الثاني ، البلاد الحالية ، الجزء الثالث ، مديريات الجيزة وبنى سويف والفيوم والمنيا ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1994، صفحة 186 .
9- يوحنا نسيم :- تراث الأدب القبطي ، مصادر الأدب القبطي ومبادئه ، مؤسسة القديس مرقس لدراسات الأدب القبطي ومبادئه الطبعة الأولي ؛ 2003 صفحة 213 ؛ وأنتهز الفرصة لأقدم شكر خاص للأخ الحبيب الدكتور يوحنا نسيم يوسف أستاذ الدراسات المسيحية بجامعات السويد لتفضله بإمدادي ببعض المعلومات القيمة عن القديس ؛ كذلك بعض تفاصيل رسالته .
10-شكر خاص جدا للأخ الحبيب الدكتور حسام عبد الظاهر الباحث بمركز تحقيق التراث بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية لتفضله بإرسال كل المعلومات الخاصة بمدينة أقفهص وإرسالها لي علي الماسنجر .
11-بعض المواقع المتفرقة علي شبكة الأنترنت .