تحدث الأمراض المناعية، مثل التصلب المتعدد والسكري من النوع الأول والتهاب المفاصل الروماتويد عند ما يهاجم جهاز المناعة عن طريق الخطأ أعضاء وأنسجة الجسم السليمة، مما جعل الباحثون يسعون لمعرفة كيفية السيطرة على هذه المشكلة، وتوصوا إلى "لقاح عكسي" يعكس الضرر الناتج، مما يمهد الطريق لعلاج الأمراض المناعية التي لا تطلب السيطرة على الجهاز المناعي بالكامل، وفق ما نقله موقع newatlas.
لقاح عكسي لعلاج الأمراض المناعية
تُجهز اللقاحات على أساس تعليم الجهاز المناعي في الجسم كيفية التعرف على الفيروسات والبكتيريا باعتباره عدوًا يجب تدميره، ولكن سعى الباحثون إلى تجهيز لقاح عكسي، يفعل العكس، حيث يزيل اللقاح الجديد ذاكرة الجهاز المناعي لجزيء واحد، وهو أمر غير مرغوب فيه عند مكافحة مسببات الأمراض، ولكنه قد يكون علاجا في سياق أمراض المناعة الذاتية.
استغل الباحثون الألية الطبيعية للكبد في وضع علامة على جزيئات من الخلايا المتحللة بعلامة "لا تهاجم" لمنع تفاعلات المناعة الذاتية مع الخلايا التي تموت بسبب العمليات الطبيعية، وبالتالي يتعرف الكبد عليه كصديق وليس عدوا.
إن دور الكبد في "التسامح المناعي المحيطي"، وهي آلية يتم من خلالها حذف الخلايا التي لا تستجيب وظيفيًا للمستضدات)، يمنع الجسم من تكوين استجابة مناعية غير مناسبة.
في الدراسة الحالية، ركز الباحثون على نموذج فأر مصاب بمرض يشبه مرض التصلب العصبي المتعدد، حيث يهاجم الجهاز المناعي المايلين، واختبروا تأثير اللقاح العكسي ووجدوا أن الجهاز المناعي توقف عن مهاجمة المايلين، مما سمح للأعصاب بالعمل بشكل صحيح وعكس أعراض المرض.
في الوقت الحالي، يتم علاج الأمراض المناعية باستخدام الأدوية المثبطة للمناعة التي تثبط الجهاز المناعي بأكمله، وهو ليس مثاليًا.
تجري المرحلة الأولى من التجارب السريرية لتقييم سلامة العلاج لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد، ولكن لا توجد لقاحات عكسية معتمدة سريريًا حتى الآن.
