تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الخميس، بعيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر.
وعلى خلفية الاحتفال بالعيد، قال الانبا بنيامين، مطران المنوفية في كتاب الاعياد السيدية في الكنيسة القبطية: إن فكرة الهروب هي الفكرة الروحية التي ظهرت في هذا العيد، وهو مبدأ روحي في الكتاب المقدس ضمن ما يسمى بقضية الألم في الكتاب.
"الصديق يبصر الشر فيتوارى" هذا مبدأ روحي أراد السيد المسيح أن يعلمه ليس خوفًا ولا جُبنًا ولا بعد عن المواجهة، لكن هي حكمة ممكن وصف الهروب على أنه حكمة بل نصف النصرة، السيد المسيح أراد أن يرينا طريق السلام "ومع مبغضي السلام كنت صاحب
سلام" بمعنى أن الإنسان يُفضل السلام عن الحرب التي بلا منفعة، والدليل على هذا المسيح واجه الشيطان في عبادة الأوثان وبدد الأصنام في مصر، يوسف الصديق هرب من أمام امرأة سيده وانتصر وواجه الشيطان في السجن والآلام التي أحتملها فالهروب ليس عجز.
وهنا يجب أن نستوقف أنفسنا لنتأمل مبدأ هامًا في الروحيات وهو الهروب من الشر، فالسيد المسيح جاء برسالة سلام ومصالحة بين الناس والله وبين الناس وبعضهم البعض وبين الناس وأنفسهم من الداخل.
لذلك نهى كثيرًا عن العنف وأمر بعدم استخدامه كما جاء في عظته الشهيرة على الجبل قوله: "لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا ومن أراد أن يخاصمك
ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا ومن سخرك ميلا واحدًا فاذهب معه اثنين. من سالك فأعطيه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده... أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم
وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.. لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات.. فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصاحين ويمطر على الأبرار والظالمين؛ لأنه أن أحببتم الذين
يحبونكم فأي أجر لكم, أليس العشارون أيضًا يفعلون ذلك؟ وان سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون؟! أليس العشارون أيضًا يفعلون كذلك؟ فكونوا انتم كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل.."