بعد صراع مع المرض، رحل رجل الأعمال الشهير رؤوف غبور، عن عمر يناهز 70 عاما، بعد رحلة من العمل ومسيرة مهنية جعلته يتربع على عرش مملكة السيارات في مصر، ويصبح الاسم الأشهر في هذا القطاع، فهو مالك شركة جي بي أوتو، الوكيل المحلي لعدد من علامات السيارات في السوق المحلي.
وخلال الأشهر الماضية، مر رؤوف غبور وعكة صحية وتدهورت حالته، بعد أن أصيب بمرض سرطان البنكرياس قبل عام ونصف لكنه لم يستجب للعلاج الكيماوي، وبدأت حالته في التدهور، حتى أعلنت ابنته في سبتمبر الماضي أن السرطان انتشر في جسد والدها وأن أمامه أشهر فقط.
رؤوف غبور
ينتمي غبور لأسرة لها تاريخها في عالم التجارة والأعمال، ونشأ في حي منشية البكري ودرس في مدارس الجزويت، وبدأ رحلته في عالم التجارة بمبلغ 15 قرشا بمشروع بسيط وهو تجارة الحلوى وكان حينها تلميذا في السابعة من عمره
فكان يشتري الحلوة ويبيعها لزملائه في بداية الستينيات، وفقا لما أورده في مذكراته، درس غبور الطب وتخرج في كلية الطب بجامعة عين شمس عام 1976 إلا أنه قرر ترك الطب والاتجاه للأعمال والاستمرار في شركة العائلة إخوان غبور.
بدأ غبور مشواره المهني بالعمل مع شركته العائلية في قطع غيار السيارات، واحتل مكانة مرموقة بقطاع الإطارات داخل الشركة، وسرعان ما ارتقى نجمه في السوق ليكتسب تقدير وإشادة كبار اللاعبين في صناعة السيارات بالمنطقة، حتى وصل لمنصب العضو المنتدب للشركة واستطاع تخطي العديد من الصعاب.
ثم عام 1985، بدأ رءوف غبور تأسيس مجموعة شركات غبور، وفي عام 1990 استقال من إخوان غبور وبدأ التركيز في نشاط شركاته واستثماراته، وعمل على التوسيع في العديد من المجالات منها تجارة السيارات والإطارات وقطع الغيار والموتوسيكلات والتوك توك والشاحنات والأتوبيسات والمعدات الإنشائية والزيوت.
لم يتوقف طموحه على ذلك بل أنشأ مصانع لتجميع السيارات وصناعة المكونات وهياكل الأتوبيسات والموتوسيكلات وحتى تصنيع الـتوك توك، وطوال رحلة الصعود والنجاح واجه العديد من الصعاب، حيث كانت شركته على وشك الإفلاس بسبب الظروف الاقتصادية التي مرت بها مصر خلال هذه الفترة حيث تعرض في 1992 لخسارة معظم توكيلاته لكنه عمل على مواجهة تلك الأزمة، حيث توسع في التجارة وفي النشاط الزراعي.
مذكرات رؤوف غبور
سجل غبور رحلته وكيفية مواجهته لأزماته المالية في مذكراته (خبرات ووصايا ) الصادرة عن المصرية اللبنانية للنشر 2022، كما كشف بالتفصيل عن ظروف حبسه لأكثر من ستة أشهر فيعهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في قضية بعد اتهامه بتقديم رشوة لأحد كبار المسؤولين، ويوضح أنه رفض أن يشي خلالها بموظف حكومي نظيف اليد ومظلوم.
وسجلت مذكرات رؤوف غبور أيضا رحلته للعمل في العراق ونظام الرئيس الأسبق صدام حسين والتي أكد فيها أنها أحب العراق بشدة وكان يحصل عوائد عقوده فيها من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء، كما سجل غبور في مذكراته رحلة مرضه.
وقدم غبور في مذكراته نصيحة لرجال الأعمال الشباب بعدم الانخراط في العمل السياسي، حيث كتب في مذكراته أدليت بدلوي في السياسة، وقد خرجت منها سريعًا، وبلا رجعة، أنا لم أندم على التجربة، لكني لا أنصح أي رجل أعمال ناجح بالعمل في السياسة لأنني لم أربح من ورائها أي شيء.
مرض رؤوف غبور
ومنذ عام ونصف أصيب رؤوف غبور بسرطان البنكرياس، حيث أكدت ابنته دينا رؤوف غبور أن الطبيب كان وقتها واثقا من شفائه، لكن غبور لم يستجب للعلاج الكيماوي، وبدأ في تلقى علاجًا بآلية أخرى حقت استجابة في حالته، وكان يسافر لإجراء فحوصات فقط.
وأوضحت ابنته في سبتمبر الماضي خلال تصريحات لها فوجئنا في مارس الماضي بانتشار السرطان وتفشيه في كل جسمه وأخبرنا الأطباء أن أمامه أشهر، ونحن الآن فقط نحاول أن نقضي أجمل أيام في هذه الشهور، مؤكدة أن والدها لم يشتكي أي مرة من المرض ولم يقل يوم أنه مريض حتى وقت تلقيه للعلاج الكيماوي.
وأكدت أن والدها كان لديه طاقة إيجابية حتى آخر عملية أجراها خرج بعدها من غرفة العمليات سعيد فهو رجل شجاع جدا.