القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

مركز “بي لمباس” يزور دير البابا كيرلس السادس و أم الغلابة

نظم مركز بي لمباس لأعضائه زيارة هامة لدير البابا كيرلس السادس وأم الغلابة، الذي أقامه ويشرف عليه نيافة الأنبا مارتيروس أسقف شرق السكة الحديد كتحفة فنية من الفنون القبطية يمثل في مبانيه وقبابه أديرة القرن الرابع الميلادي.

مركز “بي لمباس” يزور دير البابا كيرلس السادس و أم الغلابة

استهل اليوم بقداس ترأسه نيافة الأنبا مارتيروس، وشاركه الصلاة القس الراهب ميخائيل الشنودي أمين الدير وقدس أبونا كيرلس. كما تم رسامة شماس بيد نيافة الأنبا مارتيروس لدير البابا كيرلس وأم الغلابة، وبدعوة من نيافة

الأنبا مارتيروس، تم استضافة المهندس مينا فوزي المهندس الذي قام بتصميم وتنفيذ مباني الدير ليطلعنا على ما تم من أعمال البناء والتعمير بالدير من خلال ندوة قدمه فيها الأستاذ أشرف موريس المنسق العام لمركز بي لمباس.

قال المهندس مينا فوزي:أشكر سيدنا نيافة الأنبا مارتيروس ودعوته لي للتكلم عن بناء الدير وعمارته ومنشآته، و ما تم فيه حتى الآن، فعندما طلب مني أن أقوم بتنفيذ دير على اسم البابا كيرلس السادس وأم

الغلابة وبحثت وسمعت عن سيدنا واهتماماته أيقنت أنه شخص محب للكنيسة والمعمار والتراث والفنون والأيقونات القبطية، وبالتالي يجب أن يكون تصميمات مباني الدير تصميمات قبطية خالصة، وهذا ما عملنا على

تنفيذه منذ وضع التصميمات الأولية وكان المكان مساحة كبيرة بدون أي منشآت، وقمنا في البداية بوضع مخطط وتصور لما سيتم عمله وإقامته من مباني، وتم عرضه على نيافته وبعد الموافقة وتدبير الاحتياجات تم

في البداية عمل بوابة كبيرة للدير تقع على أسوار الدير من على خط 8 بجمعية مهندسي المقاولون العرب وتقع البوابة بين منارتان يعلوها خزانات كبيرة للمياه، ومن أسفل توجد غرف الأمن والحراسة ولوحات الكهرباء.

كما أقمنا أربع قلايات بجميع مشتملاتها من مدخل خاص وجزء استقبال ليستقبل فيها الراهب الزائرين وصالة طعام ودورة مياه.

وفي آخر جزء من القلاية، توجد المحبسة، والتي لا يدخلها غير الراهب، وهذا هو الجزء الأول من المباني، وبعده مباشرة كانت الكنيسة. وقد طلب مني سيدنا الأنبا مارتيروس، أن تكون الكنيسة حاجة فريدة ذات طراز معماري

قبطي، وأهم شئ اشتهرت به الكنيسة قبتها، وطبقا لمباني القرن الرابع الميلادي وحتى القرن الثامن كانت مباني الكنائس تشتهر بالقبة الواحدة والقبة معروف أنها تشير إلى السماء، وكانوا يتوسعون بالقباب في الممرات الملحقة.

وأضاف المهندس مينا فوزي:الكنيسة تسع عدد كبير من الزوار، وهي مبنية طبقًا للطراز القبطي بدون تدخل أي خرسانات أو أعمدة بقطر 20 متر بالطوب الأحمر والأسمنت الأبيض والجير والرمل فقط.

وعندما فكرنا نعمل القبة بهذا الحجم وهذه المواصفات، كانت عملية مستحيلة طبقًا للحسابات والدراسات وبالورقة والقلم مستحيل التنفيذ، فهي مخاطرة كبيرة ولا يمكن التنفيذ.

بدأنا ندرس الموضوع، كيف تقام القبة؟ وما هي القوى المؤثرة على القبة؟ والأحمال وطبيعة التربة والأوزان دراسات كثيرة تمت فإقامة القبة شيء مستحيل وضد العلم والطبيعة، فبناء قبة كهذه دون خرسانات وبهذه المساحة الكبيرة صعب جدًا.

وهنا قال الأنبا مارتيروس:لقد دعوت مهندسين كبار أصحاب مكاتب استشارية كبيرة لمشاهدة هذه القبة وضخامتها واتساعها وعبقرية تصميمها وتنفيذها، حيث أنهم في البداية خافوا أن يدخلوا الكنيسة ويقفوا تحت القبة، وقالوا هذا نوع من التفكير الكثير، قبة بهذا الحجم وهذا الاتساع شيء صعب جدًا، لا يوجد لها مثيل في أي دولة أخرى.

ورد المهندس مينا على هذه الآراء: إن كل جزء في هذه القبة مصمم بمقياس كمبيوتري، طبقًا لبرنامج هندسي معين مراعي فيه كل سبل الأمان.

ويضيف المهندس مينا فوزي: هذه القبة أكبر قبة في التاريخ بهذا الحجم بدون عمدان أو خرسانات ونسعى بها للدخول في موسوعة جينيس، حيث أنه بالبحث والدراسة اتضح لي أنها أكبر قبة تم تنفيذها في التاريخ بهذا الحجم على مستوى العالم من مباني فقط

مع الحفاظ على الأسس العلمية في بنائها، ونتذكر هنا أنه توجد أديرة كثيرة من القرن الرابع الميلادي لا تزال موجودة إلى الآن، وهي مبنية بالطوب اللبن أو بالطوب الطفلة وخامات بدائية والكنيسة هنا لها أكثر من ثلاثة سنوات، فهي واقفة وشامخة.

وقد تعرضت لزلزال في سبتمبر عام 2019 بدرجة 4 ريختر وأيضًا للسيول والأمتار في نوفمبر عام 2020 ولم يحدث لها أي تلف.

ومن المعروف أن القباب ثلاثة أنواع: قبة بسيطة، قبة مركبة، وقبة على رقبة نموذج الكنيسة التي نحن بصددها، وعند تصميمها حسبنا الأحمال وأكبر قوة تؤثر على القبة وهي قوة الطرد المركزية.

وأكد المهندس مينا فوزي، أن مكان وموقع الكنيسة كان أفضل منسوب تأسيس، فموقع الكنيسة أكبر منطقة بالموقع ثابتة من ناحية التربة، فهي تربة زلطية مقاومة للزلازل والحركة.

وهذا أتى بالصدفة، فقد تم اختيار المكان بروح الله، وقد راعينا في الأساس لهذه القبة الربط ما بين الخرسانات التي هي أساس الأحمال ومراعاة قوة الطرد المركزية حتى لا تنفتح أو تتشرخ القبة والأساس منفذ بطريقة

الشدادات ليكون المبنى كله وحدة واحدة، ولكي لا تنفتح القبة يوجد شئ اسمه الثقل عملنا الثقل بعد القبة وأقمنا الجدار 60سم ومنسوبة تحت الأرض متر ونصف والممر الخارجي بعد الجدار مع الثقل كانوا العامل الأساسي لتأمين القبة.

وتم تجليد الجدار من الخارج ومن الداخل، كما تم عمل أرجات من الداخل، وقمنا بتقسيم تلك الأرجات بين كل شباك والآخر لعمل شكل معماري جيد. كما قمنا بعمل أرجات لوضع الأيقونات بداخلها بين

كل شباك والآخر، و قمنا في داخل القبة بعمل حاجة اسمها مشغول، وهو عبارة عن طوبة موضوعة بشكل معين وزاوية معينة لتدعيم القبة، وقد استخدمنا الخامات الطبيعية في المباني أسمنت أبيض وجير

ورمل.والدير محقق لكل أنواع القباب بسيطة ومركبة، والتي على عنق، وقد جسد نموذج دير من القرن الرابع الميلادي، وهو أول فترة ظهرت فيها القباب في الأديرة، وبالنسبة للتهوية داخل الكنيسة

راعينا أن شبابيك الكنيسة موضوعة طبقًا لمركز القبة في الكنيسة ووزعنا عدد الشبابيك على القبة بمسافات منتظمة للتهوية الجيدة وبالنسبة للإضاءة والوصلات الكهربائية، فهي بالكامل

محسوبة، وتم إقامتها أثناء وضع الأساسات وإقامة الجدران، فهي مدفونة داخل الجدران لأنه صعب جدًا بعد إقامة القبة أن يتم التكسير فيها لوضع مواسير أو خراطيم كهرباء أو مد أسلاك وكابلات

على حوائط القبة، فكل شئ موضوع في الحسبان أثناء إقامة مبنىالقبة، وجاري تركيب الأبواب والشبابيك لجميع المباني بالدير بعد الانتهاء من أعمال التشطيب على أن يكون التركيب دون أي تكسير،

وجاري حاليًا إجراء توثيق للمكان ككل وتسجيل كل ما فيه، خصوصًا الطراز المعماري للقبة كهندسة وتاريخ وتهوية وأعمال وتصميمات. وأقمنا بالدير أماكن كثيرة لانتظار الزوار ويوجد بارك كبير للسيارات.

وعلى هامش زيارتنا للدير، ضمن أعضاء مركز بي لمباس للتاريخ والتراث والفنونالقبطية، والذي أقامه ويشرف عليه نيافة الأنبا مارتيروس أسقف شرق السكة الحديد وتوابعها التقينا بنيافته، والذي تكلم عن

إنشاء الدير والمباني ومنشآته، فقال :نشكر ربنا قام مركز بي لمباس بزيارة خاصة لدير البابا كيرلس السادس وأم الغلابة بأول طريق أنشاص بجمعية مهندسي المقاولون العرب، والذي يبعد عن القاهرة بأقل من ساعة.

أنشيء هذا الدير ليكون في خدمة كل أبناء الكنيسة بنعمة ربنا، والدير يحمل اسم قداسة البابا كيرلس السادس، نظرًا لأنه تم الاعتراف قدسيته مع الأرشيدياكون حبيب جرجس وأنا هنا أحببت أن أكرم قداسة البابا كيرلس وأقيم دير على اسمه كذلك السيدة العظيمة القديسة أم الغلابة التي أعطتنا نموذج فريد ورائع في خدمة الفقراء والضعفاء والمرضى.

وقد قمنا ببناء الكنيسة الرئيسية، حيث انتهينا من القبة الرئيسية يوم 9 مارس الذي يوافق عيد نياحة البابا كيرلس السادس وكأنه بترتيب من ربنا يعلن البابا كيرلس السادس فرحة بهذا المكان كذلك تم الانتهاء من بعض الإنشاءات. ويشرف حاليًا على الدير أبونا ميخائيل الشنودي أمين الدير ويعاونه أبونا كيرلس.

ويضيف نيافته: أشكر كل المحبين الذين ساهموا في بناء هذا الصرح العظيم واليوم استضفنا مهندس الدير المهندس مينا فوزي، والذي وضع التصميمات، وقام بالتنفيذ والذي ألقى على

مسامعنا محاضرة رائعة عن مباني ومنشآت الدير والطرز التي أقيمت عليها، وما تم منها حتى الآن والمتبقي منها وللعلم كل هذه المباني بدون خرسانات بالطوب الأحمر والأسمنت والجير

والرمل فقط وكل المباني عبارة عن قباب و الكنيسة قبة كبيرة بقطر 20 متر بمساحة إجمالية 400 متر مربع، وكل هذا كان تحدي من المهندس مينا فوزي الذي قام بتصميم وتنفيذ مثل هذه القبة الهائلة.

واستطرد: قمنا بعمل أسوار لكامل مساحة الدير كما أقمنا بوابة ضخمة للدير بين منارتان كبيرتان تحملان خزانات كبيرة للمياه، وقمنا أيضًا ببناء مضيفتان كبيرتان وحجرة الربيطة وحجرة أمين الدير ونشكر ربنا الناس

كلها متعاونة معنا لإتمام هذا العمل الذي أقيم خصيصًا لخدمة الناس الرجال والنساء والأطفال والشباب والشابات ممكن نستمتع فيه بقضاء يوم روحي نحضر فيه قداس ونصلي ونزور الكنيسة ونتناول ونعمل ثمر روحي ونأكل ونتسابق.

كما خصصنا مساحات شاسعة خضراء بعضها مزروع بالفعل والباقي في طريقالتنفيذ، حيث تبلغ المساحات الخضراء بالدير بعد اكتمال أعمال البناء به على حوالي 40% من مساحة أرض

الدير، كذلك أقمنا طاحونة طبق الأصل لطاحونة البابا كيرلس بمصر القديمة وحاليًا بنقوم ببناء بيت مثل بيت أم الغلابةبسوهاج، والذي ظهر لها السيد المسيح فيه 4مرات وهو

البيت التي تزوجت فيه وكل هذا من أجل جذب الناس لهذا المكان الذي يساعدهم على ثبات حياتهم الروحية.فالدير خدمي أكثر منه رهباني مفتوح لأبناء الكنيسة ومقام خصيصًا لخدمة الناس.

يختص مركز بي لمباس، بدراسة أنشطة التراث القبطي والرحلات العلمية، و ورشالعمل، وتبني أبحاث علمية جديدة لتدريب صغار الباحثين على الدراسة والبحث في مجالالقبطيات، بالإضافة إلى كورسات خاصة بدراسة اللغة القبطية واليونانية ويحاضر به نخبة من السادة الأساتذة والدكاترة المتخصصين في التراث القبطي، كالتاريخ والعمارة والفنون والموسيقى والتراث والآثار القبطية وتاريخ الرهبنة والقبطيات.

وطنى
08 نوفمبر 2022 |