ارتفع عدد ضحايا أعمال الشغب في نهاية مباراة كرة قدم إندونيسية إلى 125 قتيل بعدما راجعت السلطات أعداد القتلى والذي أعلنت عن وصوله في البداية إلى 174، مما يجعلها واحدة من أكثر الأحداث الرياضية دموية في العالم.
وقد اندلعت أعمال الشغب، أمس السبت، بعد خسارة مضيف نادي أريما من مدينة مالانج في جاوة الشرقية أمام بيرسيبايا سورابايا بنتيجة 3-2، بحسب ما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وأسفرت الخسارة عن قيام المئات من مشجعي أريما، المعروفين باسم أريمانيا، بغزو أرض الملعب وإلقاء زجاجات وأشياء أخرى على اللاعبين ومسؤولي كرة القدم.
وقال شهود عيان إن المشجعين غمروا ملعب كانجوروهان احتجاجًا على الخسارة، وطالبوا إدارة أريما بشرح سبب انتهاء هذه المباراة بخسارة بعد 23 عامًا من المباريات التي لم تُهزم على أرضها، ووسط أعمال الشغب في الملعب، نزلت شرطة مكافحة الشغب على الفور وأطلقت الغاز المسيل للدموع في كل من الملعب والمدرجات مما أدي تراجع المشجعون.
المشجعون يحاولون الهرب من الدخان
وتُظهر اللقطات المشجعين وهم يتسلقون الأسوار وهم يحاولون الهروب من الدخان، وسقط البعض على الأرض وفقد وعيه وداس المشجعون أثناء التدافع، وارتفع عدد القتلى اليوم من 127 إلى 174 لكنهخا تراجعت بعد مراجعة الجثث إلى 125، وكان من بين القتلى ضابطا شرطة وأطفال، وهذا يعني أن هذا كان أحد أكثر الأحداث الرياضية دموية في العالم.
ومعظم الذين لقوا حتفهم تعرضوا للدهس حتى الموت بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق القائمون بأعمال الشغب أو عانوا من نقص في الأكسجين، ولم تقتصر أعمال الشغب بداخل الملعب فقط، حيث انتشرت أعمال الشغب ايضًا خارج الاستاد مما أسفر عن انقلاب خمس سيارات شرطة على الأقل وأضرمت فيها النيران وسط فوضى عارمة.
وصرح نيكو أفينتا، رئيس شرطة جاوة الشرقية، أن أكثر من 300 شخص نقلوا إلى المستشفى متأثرين بجروحهم في أعقاب أعمال الشغب لكن الكثيرين لقوا حتفهم في الطريق أو أثناء العلاج، مضيفًا لقد قمنا بالفعل بإجراء وقائي قبل إطلاق الغاز المسيل للدموع ولكن المشجعون هاجموا الشرطة وتصرفوا بشكل فوضوي وحرقوا سيارات الشرطة.
ووفقًا لـ فيرلي هدايت، قائد الشرطة المحلية في مالانج، كان هناك 42 ألف متفرج في مباراة السبت، جميعهم من أريمانياس لأن المنظم منع مشجعي بيرسيبايا من دخول الملعب في محاولة لتجنب المشاجرات.
وأظهرت بعض اللقطات صفوفًا من الجثث تحولت إلى اللون الأزرق في أروقة مستشفى قريب، وتقول التقارير المحلية إن المستشفيات كافحت للتعامل مع عدد القتلى والجرحى الذي تم إحضارهم.
وكانت أعمال الشغب التي وقعت الليلة الماضية من بين أسوأ كوارث الجماهير في العالم، بما في ذلك تصفيات كأس العالم 1996 بين جواتيمالا وكوستاريكا في مدينة غواتيمالا حيث قتل أكثر من 80 شخصًا وأصيب حوالي 100 آخرين، وفي أبريل 2001، قُتل أكثر من 40 شخصًا خلال مباراة لكرة القدم في إليس بارك في جوهانسبرج، جنوب إفريقيا.
وفي 1 فبراير 2012 الذكري الأولي لموقعة الجمل، قُتل 74 مشجعًا عقب مباراة كرة قدم بين المصري والأهلي، وتعتبر هذه الحادثة أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية.
وأعرب الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو عن تعازيه الحارة للقتلى في تصريحات تليفزيونية، اليوم الأحد، وقال: أنا آسف بشدة لهذه المأساة وآمل أن تكون هذه آخر مأساة كرة قدم في هذا البلد.
فيما دعت منظمة العفو الدولية السلطات الإندونيسية إلى إجراء تحقيق سريع وشامل ومستقل في استخدام الغاز المسيل للدموع في استاد كانجوروهان، وذلك نقلًا عن إرشادات السلامة الخاصة بالفيفا والتي تحظر حمل أو استخدام غاز السيطرة على الحشود من قبل مضيفي الملعب أو الشرطة.
وقال عثمان حامد، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في إندونيسيا: أولئك الذين يتبين أنهم ارتكبوا انتهاكات يجب أن يُحاكموا في محاكمة علنية ولا يُفرض عليهم مجرد عقوبات داخلية أو إدارية.
وأضاف أنه يجب استخدام الغاز المسيل للدموع فقط لتفريق الحشود عندما يحدث عنف واسع النطاق وعندما تفشل الطرق الأخرى، كما يجب تحذير الناس من استخدام الغاز المسيل للدموع والسماح لهم بالتفرق، وأضاف لا ينبغي لأحد أن يخسر حياته في مباراة كرة قدم.
الفيفا تطلب تقريرًا عاجلًا بشأن أحداث العنف في مبارة أندونسيا
وعلى الرغم من افتقار إندونيسيا إلى الجوائز الدولية في هذه الرياضة، إلا أن أعمال الشغب منتشرة في الدولة المهووسة بكرة القدم حيث ينتهي التعصب غالبًا بالعنف، كما حدث في عام 2018 بوفاة أحد مشجعي فريق بيرسيجا جاكرتا على يد حشد من المشجعين المتشددين لنادي برسيب باندونغ المنافس.
وأكد يونس نوسي، الأمين العام للاتحاد الأندونيسي لكرة القدم، اليوم الأحد، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا أرسل طلبًا عاجلًا إلى أندونسيا بشأن كارثة وفاة 174 مشجعا خلال مبارة أمس.
وأوضح يونسي خلال تصريحات صحفية، الفيفا طلب تقريرا عاجلا عن الحادث كما أرسل فريقا إلى الملعب الذي شهد وقوع الكارثة، للتحقيق في الأمر.