أجاب الأب ألكسندر ليبيديف، من كنيسة الروم الأرثوذكس، في تصريح له عن سؤال: لماذا يرسم الشعب الأرثوذكسي الصليب من اليمين أولاً؟.
وقال: بينما يلمس الأرثوذكسي الكتف الأيمن أولاً ثم الأيسر، يبدأ الكاثوليك و أغلبية الطوائف المسيحية الأخرى بالكتف الأيسر أولاً، فهل هذا يُعتبر اختلافاً؟ ولماذا نشدّد على أهمية رسم إشارة الصليب بشكل صحيح؟.
طريقة رسم الصليب
وأضاف: الأرثوذكسي يضم إبهامه إلى سبّابته وإصبعه الوسطى فيلتقون في نقطة واحدة، الأصابع الثلاثة تشير إلى الثالوث الأقدس، بينما يشير الإصبعان الآخران إلى طبيعتي السيد المسيح: (الإنسانية التامة والإلهية التامة)، ويلمس في البداية جبينه ثم أعلى البطن راسماً بذلك الجزء العمودي من الصليب المقدس، ثم ينتقل من أعلى البطن إلى الكتف الأيمن لينهي عملية رسم الصليب بملامسة كتفه الأيسر.
وتابع: رسم إشارة الصليب هي عملية طلب النعمة الإلهية، والكاهن عندما يبارك المؤمنين فإنه يباركهم بإشارة الصليب من اليسار إلى اليمين، ولهذا يقوم المؤمنون برسم الصليب على أنفسهم من اليمين إلى اليسار بعملية معاكسة.
وأكمل: عندما فصل الرب الخراف عن الجداء وضع الخراف على اليمين والجداء عن اليسار، لهذا تعتبر الكنيسة ان اليمين هو المقام الأفضل، لهذا نرسم إشارة الصليب باليد اليمنى، وعندما يبارك الكاهن شخصاً فهو يبارك يمينه أولاً ثم يساره،
تبخير المذبح المقدس في الهيكل يبدأ من جهة اليمين كذلك اولاً، وكذلك تبخير الأيقونسطاس والمؤمنين، فكله يبدا من اليمين أولاً، ثم ان الكاهن يناول الشعب بيمينه دوماً الجسد والدم المقدسين، حتى لو كان الكاهن يعتمد على يده اليسرى (أيسراً).
وواصل: إذا قام أحد الوالدين برسم إشارة الصليب لمباركة أحد الأطفال فإنه يرسمها كما الكاهن مباركاً، أي من اليسار إلى اليمين، بينما إذا رسم الصليب على نفسه فإنه يفعل ذلك منطقياً من اليمين أولاً ثم إلى اليسار.
وأردف: تذكر الموسوعة الكاثوليكية أن المؤمنين في الكنيسة البابوية كانوا يرسمون الصليب بنفس الطريقة الأرثوذكسية حتى القرن الخامس عشر أو السادس عشر، ثم تغيّرت تلك العادة، ولا أحد سواهم يستطيع شرح سبب هذا التغيير المتأخر للعادة التي تسلّمتها الكنيسة من القرون الأولى للمسيحية في رسم إشارة الصليب الكريم.
واستطرد: من الضروري أن نرسم إشارة الصليب بالشكل الصحيح، إذ أنه ليس لدينا الحق في قبول ما نشاء ورفض ما لا نشاؤه من التقليد الشريف، فآباء الكنيسة وعدد لا يحصى من القديسين قد رسموا إشارة الصليب من اليمين إلى اليسار، كما أن كل
الأيقونات القديمة تظهر القديسين وهو يرسمون الصليب من اليمين إلى اليسار، كما أن الجانب الأيمن يُشار له بأنه رمز مفضّل، وذلك في فقرات كثيرة من الكتاب المقدس ومن صلواتنا وتراتيلنا الكنسية، فلماذا ينبغي أن نبدّل ما تسلّمنا؟.