أطلق الباحث يانيس قنسطنطينيدس، دراسة مُتخصصة حول رؤية كنيسة الروم الأرثوذكس بمصر والوطن العربي، للأحلام، مُجيبًا خلالها عن تساؤل: هل يصح أن نؤمن بالأحلام؟.
وقال قنسطنطينيدس، في الدراسة التي أعدها: هناك شىء مؤكد وهو أنه في كل مرة ننام قد نرى الأحلام وأحيانًا كثيرة لا نتذكرها.
وأضاف: ما هي الأحلام؟ هل حقًا تأتي الرسائل إلينا من خلال الأحلام؛ لتحذيرنا من المستقبل أو أنها مجرد خدع أو لعلها أفكارنا الباطنة؟.. في حياتنا نرى الآلاف من الأحلام، بعضها تبدو مثل الخرافات، نعلق أهمية كبيرة عليها ويؤرقنا التفكير بها لدرجة أنها تجلب لنا التعاسة طوال اليوم، فعندما نستيقظ قلقين نسأل ونستشير مفسري الأحلام ويقدمون لنا تفسيرات مختلفة وأجوبة لا نفهمها أحيانًا.
وتابع: ما هو أصل الحلم؟.. يمكننا القول إن الأحلام تأتي من أسباب طبيعية، من التأثير الخارجي في حياتنا اليومية، وكذلك من الصور والانطباعات والخبرات والأحداث والرغبات السابقة لنا التي لم تتحقق، والتي تنسب إلى العقل
الباطن، وهناك أيضًا أحلام ذات أصل ميتافيزيائي (ما وراء الطبيعية) تأتي من عند الله أو من الشيطان، ولكن منذ البداية، ينبغي أن نؤكد أن هذه الأحلام نادرة للغاية، ففي الـ4000 سنة الماضية كانت نادرة جدًا في الكتاب المقدس.
وأردف: يمكن أن يكشف الله عن إرادته من خلال حلم ما في حالات استثنائية تمامًا وفي الأشخاص المقدسين والأتقياء جدًا، على سبيل المثال، حلم يوسف الصديق عندما ظهر له ملاك في
حلمه وأمره بأن يذهب الى مصر مع العذراء مريم فائقة القداسة وابنها يسوع له كل المجد، وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ
ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
واستكمل: يمكن أن تحدث الأحلام أيضًا عن طريق الشيطان، الذي يستغل عواطفنا ويحاول خداعنا أساسًا بحلم إلهي جيد؛ لاقتناصنا وإيقاعنا في الكبرياء والغرور عن طريق الأحلام بطرقه الخاصة حتى نهمل جهادنا وحياتنا الروحية ونبحث عن
مفسري الأحلام وننسى هدفنا الأساسي ألا وهو العمل الروحي.. فقط من خلال دراسة كتب القديسين وتنوير الأب الروحي لنا وممارسة سر الاعتراف يمكن للمرء التمييز ما إذا كان الحلم يأتي من الله، أو خدعة شيطانية، أو من أفكارنا ورغباتنا.
وواصل: توصينا الكنيسة أن نرفض الأحلام تمامًا وكان هناك خوف مبرر لدى القديسين أيضًا، من الوقوع في فخ الشيطان.. ويقبل الله هذا الخوف تمامًا، وإذا أراد أن يوضح لنا الله شىء، فهو يعرف الكثير من الطرق الأخرى لإرشادنا وليس عن طريق الأحلام فقط.
واختتم: الشيطان والأرواح الخبيثة لا يعرفون المستقبل. لكنهم يستطيعون افتراض حدوث شيء ما بشكل معقول جدًا، ويمكنهم أن يعلموا شيئًا ما قبلنا.. لذلك يندفعون إلينا من خلال الأحلام لاستغلال سذاجة الإنسان، وخداع غير الناضجين والضعفاء روحيًا.