قال الكاتب احمد علام في منشور عبر حسابه الشخصي على فيسبوك : على صفحة دار الإفتاء قرأت سؤالا لشخص محترم حول عيد الأضحى ، يقول ( كنت معتادا انا وجارى المسيحى أن نتبادل فى الأعياد هدايا غالبيتها أطعمه حتى سمعت شيخا يقول أن المالكية والشافعية قد كرهوا أن يتم ذلك خصوصا فى عيد الأضحى ، فلا يجوز لى أن اهدى صديقى وجارى من لحوم الأضحية ، فما حكم ذلك وما حكم ما أهديت له سابقا إن كان ذلك حراما ) .
وهنا ومع حسن إجابة دار الإفتاء بإباحتها ذلك للسائل ، ولكن لابد أن نتوقف عند ذلك الرجل المحترم ، الذى كان يفعل ذلك كقيمة إنسانية هو وجاره كخير بفطرتهما وبطبيعتهما الإنسانية من أداء حق حسن الجيرة ،لكن ما كاد يقضى على تلك المودة بينهما هى فتوى من شيخ سلفى ! .
ولعل الجميع يذكر أن بداية الانهيار كانت من ( ده مسيحى متلعبش معاه ، دى مش محجبة اخلاقها وحشة.
وتذكرت حديث الرئيس أول أمس عن كثرة برامج الطبخ فى فضائياتنا ، وقال أنه من الأجدى تقديم برامج وعى ، ورغم أن كثرتها يعبر عن فراغ فعلا ، إنما لو تم إستبدالها ببرامج وعى لن تؤثر
فعلا ، فهناك عشرات البرامج الدينية اليومية على كل قنواتنا تتناوب على العقل الجمعى ، فبمجرد إنتهاء برنامج فى هذه القناة يبدأ البرنامج الاخر فى القناة الأخرى ، وإن كانت برامج
الطبح تصيب بعك فى المعدة ، فتلك البرامج الدينية تصيب بعك فى العقل الجمعى وتعوده أن يسأل فى بديهيات إنسانية وتسبب له خللا كبيرا جدا ، وفى حين يصرح خالد الجندى أن ديننا ليس فيه
رجال دين لأنه بلا كهنوت ، لكن نحن حتى دخول الحمام جعلنا له فتوى ، ثم والأخطر ما فائدة رجل دين فى مجتمعنا لكل 15 مواطن فيما لدينا معلم واحد فقط لكل 35 طالب ، وطبيب واحد فقط لكل 800 مواطن !! .
فمثلا متصل فى أحد برامج الفتوى فى قناة النهار تقريبا سأل الشيخ عن حكم الأكل بالمعلقة ، فانتظرت من الشيخ أن ينهره ويقول له كن عاقلا ، لكنى وجدت الشيخ يقول له ذكر الامام فلان بن فلان أن الأكل بالمعالق المعدنية جائز ، ولا اظن أن فى عصر هذا الامام كان هناك ملاعق معدنية من الأصل !!!! .
كما يوجد لدينا 200 ألف مسجد ، وحوالى 42 ألف مدرسة فقط ،، ولست أضيق على دور العبادة ولكن الأصح أن يعبد الله فردا عاقلا مثقفا صحيح جسمانيا ونفسيا ، فيكون نواة مجتمع سوي ، لا مواطن جاهل معتل ، فيكون الناتج مجتمع دراويش ، مختل نفسيا وفكريا
وذوقيا وأخلاقيا يتأرجح بين التغييب والتطرف ، ويجمع المتناقضات فيدعى الحداثة وهو غارق فى الجمود ، يذهب المواطن فيه للوضوء خمس مرات يوميا ، لكن شوارعه تتكدس بالقمامة وبينما يعانى الفقر والجهل ينجب أربعة أطفال وخمسة اطفال بل وأكثر .
إن مجتمعنا في أشد الحاجة لمدارس وجامعات ومناهج للتعليم ، تصحح معايير الاخلاق وقيم الحوار وثقافة النقد والفكر وإحترام الخصوصية ، وإحترام المرأة والمختلف وفهم أهمية التنوع جدا ، حتى لا نظل مجتمع المتدينين جدا وفى
نفس الوقت الفاسدين جدا والطائفيين جدا والمتقوقعين على ذاتنا جدا جدا ، فياسيدى الرئيس إن الأخطر من برامج الطبخ هى عشرات برامج الفتاوى التى أصابتنا بشلل إدراكى فماذا لو برامج الطبخ وبرامج الفتوى تحولت لبرامج وعى ؟!.