سوف نوجه أنظارنا إلى منطقة صحراوية تبلغ مساحتها كيلومترًا مربع تمتد إلى جانب نهر الاردن، في بلد النبوءات والانبياء، والأرض الشاهدة على معمودية الرب يسوع المسيح .. ففي عام 1920 قام الرهبان الفرنسيسكان بشراء قطعة أرض على ضفة النهر بالقرب من موقع العماد حيث شيدوا كنيسة صغيرة.. وفى 1935 تم تدشين كنيسة القديس يوحنا المعمدان وبجوارها 6 كنائس اخرى.
وعلى أثر ما أصاب المكان من دمار، إثر الزلزال الذي هز فلسطين في العام 1956، قامت حراسة الأراضي المقدسة بترميم كنيسة يوحنا المعمدان في عام 1956 ليتم تدشين الكنيسة والموقع في
حلتها الجديدة.. ولكن في العام 1967 وعلى أثر الحرب التي شنتها إسرائيل على مصر وسوريا والأردن، تم إغلاق المكان عسكريًا وزرعه بالألغام الأرضية المضادة للأفراد والمركبات
تحتوي على 5000 لغم ، فأصبحت الكنائس المسيحية السبعة المهجورة هناك وحولها الأسلاك الحديدية الشائكة التي تحيط بالطريق الترابي الوعر وبوابة محكمة الاقفال حفاظا على سلامة الناس.
على بعد ثلاثين قدمًا من البوابة، تحتفظ الكنيسة الأرثوذوكسية بكثير من جمالها التاريخي.. ورغم حرارة المنطقة المرتفعة إلا أن جدارية زاهية الألوان لا تزال تعلو باب الكنيسة المفتوح، كما لو أنه مستعد لاستقبال المصلين والزوار.
الكنيسة الأرثوذكسية وستة كنائس أخرى مجاورة، تعتبر إحدى أهم علامات معمودية المسيح حسب الكتاب المقدس، وتعتبر واحدة من أقدس البقع المسيحية في العالم، لكن هذه الكنائس وهذه البقعة
المقدسة من الارض، لا يمكن زيارتها أو التعبد داخلها، فهي محاطة بـ5000 لغم منذ ما يقارب الـ54 عاما، و لذلك تجدها محاطة بأسلاك شائكة حفاظا على الزوار، وتحيطها ايضا لافتات صفراء كتب
عليها احترس من الالغام! باللغات الثلاث، العربية والانجليزية والعبرية، زرعها الجيشان الإسرائيلي والأردني بعد حرب 1967 وبقيت هناك بالرغم من اتفاق السلام الذي تم توقيعه بين الطرفين عام 1994.
و تم إخلاء مساحة صغيرة من حقول الألغام في زمن البابا يوحنا بولص الثاني الذي زار الموقع عام 2000 وقد تم افتتاح مركز سياحي للجمهور عام 2011، يزوره نحو 300000 سائح سنويا منذ ذلك الحين، وتعترف اليونسكو بالموقع للمعمودية
بشكل رسمي كما الضفة الشرقية لنهر الأردن ويسمى المغطس أو المعمودية و يسمى الموقع المجاور في الضفة الغربية بقصر اليهود وهو ما يعني ممر اليهود فهو يمثل الموقع التوراتي حيث عبر بني اسرائيل نهر الاردن بحسب العهد القديم.
واستكملت منظمة HALO TRUS وهذه المنظمة تعتبر أكبر منظمة تعنى بإزالة الألغام في العالم، وقد استطاعت الحصول على إذن من الجهات الاسرائيلية والفلسطينية والطوائف المسيحية السبعة من أجل البدء بإزالة الألغام.