القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

9 أرغفة عيش. بقلم نانسي فلتس

بقلم نانسي فلتس

جوزي بيحب النظام جداً ومن ضمن الحاجات اللي بتفرق معاه إنه لما يجيب عيش بلدي، يفتح كل الأكياس ويفرد الأرغفة فوق بعض قبل ما يدخلها الفريزر علشان لما يحب يسحب رغيف يكون كأنه

9 أرغفة عيش. بقلم نانسي فلتس

جاي من عند المكوجي. المهم قريب كان جايب كذا كيس عيش ولاحظ إنهم أقل من العادي. ولما عدُّهم لقاهم 9 أرغفة بدل 10. قال يمكن الراجل حطهم 9 بالغلط بس لما جه لتاني كيس لقى نفس الشىء.

وهو في حالة الاستغراب دي وطبعاً زعله على إنه اتغش، دخل لنا ضيف ولما عرف الحكاية قال له إزاي إنت ماتعرفش إنك دلوقت لما تطلب 10 أرغفة بتاخد 9 بس لإن دي الطريقة اللي غلُّوا بيها العيش؟

المهم وانا باحط الأكياس في الفريزر، حكيت الموضوع للست اللي بتساعدني في البيت واللي عندها مسحة غير عادية من الروح القدس، واللي فاجئتني بردها بلغتها المِكَسَّرة. قالت أد إيه نشكر ربنا يامدام إننا قادرين نجيب عيش حتى لو

العشر أرغفة بقيوا 9. تخيلي إني أعرف عيلة عندهم عيال كتير وساعة الأكل يوزعوا عليهم نصيبهم القليل قوي وخلاص على كده واللي اكيد مش بيشبعهم. ووسط دموعها، وطبعاً دموعي قالت لي إزاي تشرحي لعيل جعان إنه مش هينفع ياكل ولا لقمة تانية؟

القصة ممكن يكون شكلها بسيط وتافه ولا تستحق الذكر بس الصراحة هي خبطتني خبطة جامدة. آه ممكن أكون أنا مش المسئولة عن الجوع اللي في العالم بس اكيد مسئولة عن اللي حواليَّا. مسئولة إني بدل ما ازعل وامصمص شفايفي،

أبص حواليَّا وعلى الأقل مافوِّتش حد جه في سكتي محتاج وماساعدهوش. دايماً دايماً عندي شعور رهيب إن ابونا السماوي وزعنا على الأرض توزيع جغرافي له من وراه هدف وقصد مهم. ودايماً دايماً بترن جوايَّا الكلمات دي

فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلَا يَعْمَلُ، فَذَلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ. (يعقوب 17:4). ولو حطينا الحقيقتين دول مع بعض، هأدرك إزاي إني في المنطقة بتاعتي، في كل مرة بامتنع عن مساعدة حد كأني بأعمل drop يعني

نقص في الموارد للحتة دي. ساعات كتير بنعمل فيها ناصحين ونفكر ستين مرة قبل ما نفتح كيس فلوسنا أو محفظتنا لئلا حد يستغفلنا وبننسى حقيقتين مهمين جداً: أول حقيقة إنك وانت بتمارس نظرية الإستبعاد دي، ممكن يروح منك

شخص محتاج فعلاً وانت امله الوحيد في تسديد احتياجه في الوقت الحالي. والحقيقة التانية إن ابوك السماوي بينظر لقلبك مش لنصاحتك. حتى لو الشخص اللي باين عليه محتاج ده وكان بيمثل، الله هيفرح بحنيتك ورغبتك في العطاء.

باتخيل لو كل واحد فينا كان ده اتجاه قلبه، أد إيه ممكن نعمل فرق في الدنيا حوالينا. مش يمكن تكون انت او انا بكده نكون بنزود نصيب فرد من اكله ومانسيبش طفل جعان محتار هو ليه ماينفعش ياكل لحد ما يشبع؟

وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ ٱلْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ ٱللهِ فِيهِ ؟ يَا أَوْلَادِي، لَا نُحِبَّ بِٱلْكَلَامِ وَلَا بِٱللِّسَانِ، بَلْ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ! (1 يوحنا 3: 18،17).

وبترجمة تانية

كُلُّ مَنْ يَمْلِكُ شَيْئًا مِنْ خَيرَاتِ هَذِهِ الدُّنيَا، وَيَرَى أخَاهُ فِي حَاجَةٍ وَلَا يُشفِقُ عَلَيْهِ، لَا يُمْكِنُ أنْ تَكُونَ مَحَبَّةُ اللهِ ثَابِتَةً فِيهِ. أبنَائِي الأعِزَّاءَ، دَعُونَا لَا نُحِبَّ بِالْكَلَامِ أوْ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالمُمَارَسَةِ وَالصِّدقِ.

‮‮1 يُوحَنَّا‬ ‭3:17-18‬ ‭ت ع م‬‬

إِنْ كَانَ وَاحِدٌ عِنْدَهُ مِنْ خَيْرَاتِ هَذِهِ الدُّنْيَا، وَيَرَى أَنَّ أَخَاهُ فِي احْتِيَاجٍ، وَمَعَ ذَلِكَ لَا يَشْفِقُ عَلَيْهِ، فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ مَحَبَّةُ اللهِ فِي قَلْبِهِ؟ يَا أَوْلَادِيَ الْأَعِزَّاءَ، يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ مَحَبَّةً حَقِيقِيَّةً بِالْأَعْمَالِ، لَا بِالْكَلَامِ وَاللِّسَانِ.

‮‮1يوحنا‬ ‭3:17-18‬ ‭SAB‬

وطنى
20 يونيو 2022 |