القائمة الأقباط اليوم أبحث
أهم الأخبار

اليوم.. ذكرى نياحة راغب مفتاح رائد الموسيقى القبطية "1898 – 2001" - صور

منذ قرون بعيدة تخلى شاب صغير عن كل أملاكه ومضى فى الأرض يحقق مشيئة الله فى حياته وأصبح أب رهبان العالم هو القديس الأنبا أنطونيوس .. وفى القرن العشرين وبالتحديد عام 1918 كان هناك شابا فى العشرين من عمره أيضا ورث عن أبيه أرضا هذا مقدارها .. هذا الشاب خرج من مصر وذهب إلى ألمانيا ليدرس علوم الزراعة ولكنه تخلى عن ذلك لان كان هناك حلما يسكنه.

اليوم.. ذكرى نياحة راغب مفتاح رائد الموسيقى القبطية "1898 – 2001" - صور

هو الشاب راغب مفتاح المولود عام 1898 من أسرة قبطية عريقة خرج منها أراخنة ومعلمين .. ذهب كأبناء جيله الأثرياء للخارج للتعليم وهناك قرر ان يدرس الموسيقى القبطية وفتن بها وتعدى الأمر مرحلة الدراسة الى التكريس الكامل

وتقديم الحياة والجهد والمال فى سبيل تخليد اقدم تراث دينى موسيقى فى العالم ولم يكن الطريق سهلا او ممهدا خصوصا وأن الكنيسة فى ذلك العصر كانت تعاني من بقايا ضعف القرون المظلمة ومازالت تخطو الخطوات الأولى فى طريق النهضة ..

أما راغب فقد بدأ مشروعه الأكبر وهو جمع الألحان القبطية من كل أنحاء مصر من المعلمين الكبار والعرفان وبعدها بدأ فى تنقيتها مما دخل عليها من الإضافات الفردية والتغريب عن اللحن الأصلي عن طريق

المقارنة بين أداء المعلمين من كل مكان وبعد أن تم ضبط اللحن كان المهمة التالية تسليمه إلى المرتلين وبعدها كان لابد من التسجيل حتى لا يضيع هذا التراث العريق .. العمل الذى قام به راغب مفتاح

واستغرق نحو ثمانين عاما من عمره المديد كان عمل مؤسسي يحتاج إلى عشرات الأفراد للقيام به ولكنه قام بذلك وحده مدفوعا بنعمة إلهية وتم حفظ هذا التراث المجيد فى أكبر مكتبة بالعالم وهى مكتبة الكونجرس.

استقدم راغب مفتاح من جامعات العالم أكبر أساتذة الموسيقى وتكفل بكافة نفقاتهم فى مصر لعدة أعوام لكى يتمم عمله وفى عام 1954 كان من المؤسسين لمعهد الدراسات القبطية وتولى قسم

الالحان القبطية وأسس خورس قوى استعان به فى تسجيل الألحان وبعد عدة أعوام قام راغب بعمل فريد من نوعه لأول مرة فى تاريخ الكنيسة القبطية وهو وضع النوتة الموسيقية للقداس

الباسيلي وهو عمل عالمي وقد قام بطبعه بالعربية والقبطية والانجليزية ونشرته الجامعة الأمريكية بمصر وبعد ان تعدى المئة عام من العمر كان يريد ان يسجل القداس الكيرلسى والغريغوري.

عاش مكرسا حتى بلغ الـ 65 من عمره ولم يشغل باله سوى خدمة الكنيسة القبطية ولكنه تزوج بناء على رؤيا إلهية لكي يجد من يرعاه وعاش مع زوجته الفاضلة فى بتولية كاملة وكانت خير معين له فى الأربعين عاما الأخيرة من عمره بعد مرض قصير تنيح أستاذنا راغب مفتاح فى 16 يونيو 2001 عن عمر 103 عاما ومثل الأنبا أنطونيوس لم تكل حواسه ولا عيناه ولم تنضب ذاكرته.

وطنى
16 يونيو 2022 |