أعلن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى جلسته الأخيرة برئاسة قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، القمص بيشوى كامل راعى، ومؤسس كنيسة مارجرجس بسبورتنج بالإسكندرية قديسا.
وودعته مجلة "مرقس" التى تصدر عن دير أبومقار بوادى النطرون فى عددها الصادر فى أبريل 1979 بكلمات مؤثرة، حيث كان القمص بيشوى من تلاميذ الأب متى المسكين، الأب الروحى للدير.
وقالت المجلة لقد قدم هذا الكاهن حياته قارورة طيب للمسيح، كان يسكبها عدة مرات فى اليوم ولا ينفق على نفسه، وكل مرة كان يسكبها تحت أقدام المسيح، كان الله يعود ويملأها له برائحة أكثر، ملأ الدنيا كلها برائحة المسيح الزكية.
لقد جذب نفوساً كثيرة للمسيح، ولحياة التقوى والتكريس، لا ببلاغة الكلام وحذق الوعظ، بل بروح النعمة والتضرعات، حتى أنه جذب فى مرضه وصمته نفوساً للحياة الأبدية أكثر مما جذب فى صحته وخدمته، فقد خدم المسيح بآلامه أكثر مما خدم بكلامه. أن نفسه كانت تزداد إشعاعاً حقيقياً كل يوم، ولم يخفق أحد قط فى أن يحس بسر الله الكائن فيه.
وقال كاتب الرثاء، غالبا هو الأب متى المسكين نفسه، لقد عرفت كثيراً من سر هذه النفس الوديعة، ولكن لا أستطيع أن أقول إلا أن جروح الرب كانت فعالة ومضيئة فيه، وهى التى كانت مصدر حياته وسلامه وعزائه.
لقد انطلق بثوب أبيض، ومصباحه فى يده ملان زيتا، وعزاء كل أولاده وزملائه أنه مثال صالح سيظل حاضراً بكل معنى الحضور ملأ قلوبنا وأفكارنا وعواطفنا على ممر الأيام والسنين.
