مازالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحتفل بأيام الخمسين المقدسة، واليوم نحتفل ب أحد الطريق، وفي إنجيـل هذا اليوم المبارك قال ربنـا يسـوع المسـيح: أنا هو الطريق والحق والحياة. لا أحد يأتي إلى الآب إلا بي (يو6:14).
قدم ربنا يسوع المسيح نفسه بكونه الطريق.. الذي به ندخل إلى الحيـاة الملوكية السماوية، وخارجاً عنه لا نجد إلا الفساد والموت.
يرى القديس ايريناؤس، أن مسيحنا القدوس هـو الطريـق الـذي يقوم بتقديس نفوسنا.. إذ يقول: ففي كل الكتـاب المقدس تظهر القداسة أساساً للخلاص.
ويقول أيضاً: من يحلم أنه قادر على الدخول إلى السـماء دون طهارة القلب وبر الحياة وقداسة الجسد يموت في هذا الوهم ليسـتيقظ فيجد نفسه في خزي وعار أبدي.. وحتى ندرك أكثر عن أحد الطريق.
قال القس إبرام جيد كاهن بكنيسة السيدة العذراء بشارع درياس عين شمس: المسيح ليس مرشدًا للطريق بل هو الطريق نفسه.. هو الطريق الوحيد للحياة الأبدية فلا طريق سواه.. هو الحق الكامل الذي لا يشوبه ظلم.. هو الحياة الحقيقية فلا حياة بدونه.
المسيح هو طريق التائهين والحق للمظلومين والحياة للموتى بالذنوب والخطايا يحتاج السائر في الطريق إلى نور وماء وطعام، والسائر في طريق غربة هذا العالم يجد في المسيح نوره وشبعه وارتواءه حتى يصل إلى شاطئ الأبدية بسلام.
الأحد الخامس يسبق عيد الصعود مباشرة، حيث صعد الرب رأس الكنيسة إلى السماء ودخل إلى الأقداس وجلس عن يمين أبيه ونحن جسده الذي هو الكنيسة لنا ثقة بالدخول معه إلى الأقداس عينها لذلك يقول البولس:
فإذ لنا الآن يا إخوتي ثقة في دخولنا إلى الأقداس بدم يسوع المسيح طريقًا كرسه لنا حديثاً (عب 10: 19).
كل قراءات هذا اليوم تتكلم عن صعود الرب. إن الصعود تتويج للقيامة كما أن القيامة تتويج للصلب. صعود المسيح هو تمهيد لصعودنا نحن كما يقول معلمنا بولس الرسول أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات (أف 2: 6).
صعد الرب لكي يسل إلى الكنيسة الروح القدس المعزي يمكث فيها إلى الأبد (يو15: 16) يعمل في أسرارها ويقدس كل إنسان وكل شيء فيها.