تمر اليوم الذكرى الـ 1392، على قيام الإمبراطور هرقل بإعادة صليب الصلبوت، أحد أقدس الآثار المسيحية، إلى القدس، وهو الصليب الذى صلب عليه المسيح، بحسب المعتقد المسيحى، يسمى الصليب الحقيقى، أو صليب الصلبوت، وذلك
بحسب الإيمان المسيحى، بأن يسوع المسيح بن السيدة العذراء مريم، صلب يوم الجمعة "الجمعة الحزينة"، لخلاص الإنسان من خطيئته الأولى، وقام من بين الأموات فى يوم الأحد "عيد القيامة"، بعدما قدم فداء للبشرية.
وتحتفل الكنيسة بعيد الصليب فى أيام 17، 18، 19 مارس، والأخير هو ذكرى عودة الصليب المقدس إلى أورشليم "القدس حاليا"، كما أشارنا من قبل.
بحسب المصادر القبطية، ظل الصليب مطمورا بفعل اليهود تحت تل من القمامة وذكر المؤرخون أن الإمبراطور هوريان الرومانى (117 138 م) أقام على هذا التل فى عام 135 م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما.
وفى عام 326م تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير، التى شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالى 3 آلاف جندى، وتفرقوا فى كل الأنحاء واتفقوا أن من يجد الصليب أولاً يشعل نارًا كبيرة فى أعلى التلة وهكذا ولدت عادة إضاءة "أبولة" الصليب فى عيده.
وبحسب ما يوضح موقع "الأنبا تكلاهيمانوت"، أحد المراجع المسيحية، فى عهد هرقل استولى كسرى الثانى على المدينة المقدسة، ونهب الكنائس وحمل ما تبقى من صليب الرب يسوع
المسيح، وبعد أن كان هرقل يعانى من الفشل مدة عشر سنوات، غلب ملك الفرس وأفرج عن المسيحيين المسبيين، وأجبر خلفه على رد الصليب الحقيقي، وقد أعاده الإمبراطور إلى أورشليم
كأجل غنيمة فى انتصارات، وذلك أصل عيد العثور على الصليب الذى تحتفل به الكنيسة فى 17 توت، وبعد قليل أرسل الصليب المقدس إلى القسطنطينية إلى رئيس الأساقفة سرجيوس، ثم أعيد إلى أورشليم.
وقد قسمت خشبة الصليب المقدسة بعد عودتها إلى قطع كثيرة جدًا، حتى أننا نجد أجزاء كثيرة فى بلاد العالم، وبخلاف الجزء الموجود فى روما والجزء الموجود فى القسطنطينية، نجد فى تاريخ النرويج للكاتب "ترفيوس" ما خلاصته أن الملك "سيجور" طلب جزءًا من الصليب الحقيقى، ونال ذلك وفاز بقطعة وضعها فى مدينة كونجهل، وقد نال فالدمار الثالث ملك الدنمارك قطعة أعطاها له البابا أوربان الخامس.
بعد التحقق من كل ما يعرف عن البقايا الموجودة، أو التى بقيت ذكراها، وحساب حجمها بالملليمترات المكعبة، كان كل ما عرف عنها إنها تعادل عُشر حجم خشبة الصليب المقدسة والتسعة أعشار التى لم يعد لها أثر لابد وإنها صارت عشرات الآلاف من قطع الآثار غير المعروفة أو المندثرة.