مازال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يحصد ثمار ما صنعته يداه فى المنطقة، فالسياسة التى انتهجها أردوغان فى الخارج، والتى من شأنها الزج بتركيا فى الأزمات التى تعصف بالمنطقة، ودعم الإرهاب فى سوريا والعديد من
الدول، وإيواء والتستر على عناصر إرهابية مطلوبة دولياً، بالإضافة إلى ضرب معسكر الأكراد وملاحقته لحزب العمال الكردستانى داخل تركيا وخارجها، نتج عنها تبعات وخيمة على بلاده، يدفع الضحايا من المدنيين الأبرياء ثمنها.
الرئيس التركى جعل بلاده بيئة حاضنة للإرهاب المسلح، لذلك لم تكن بمنأى عن الإرهاب الذى يدعمه، وانتشرت مؤخراً التفجيرات الإرهابية فى العاصمة والمدن الأخرى منذ بداية عام 2016، وأودت بحياة المئات، ففى شهر مارس ضرب الإرهاب العاصمة أسطنبول، أولها كان تفجير فى مركز العاصمة التركية أنقرة فى العاصمة التركية أودى بحياة 37 شخصاً فى 13 مارس الماضى.
وفى نفس اليوم، وقعت سلسلة انفجارات إرهابية هزت مدينة أضنة جنوبى تركيا فى وقت مبكر وقتل 3 أشخاص فى بلدة بينار فى المدينة الواقعة على الحدود المشتركة مع سوريا.
ولكن الرئيس التركى المتغطرس دائماً ما يعلق شماعة فشل سياساته على خصومه السياسيين، فقد انتقد أردوغان، الدول الغربية وروسيا واتهمها بدعم التنظيمات الإرهابية الكردية، وفى مقدمتها حزب العمال الكردستانى المحظور فى تركيا.
وفى فبراير الماضى، شهدت العاصمة التركية أنقرة تفجيراً بسيارة مفخخة استهدف حافلة عسكرية تقل جنودا أتراكاً فى ساحة "كيزيلاى"، راح ضحيته 28 شخصاً على الأقل، وأصيب 61 آخرون، كما وقعت فى الشهر نفسه 3 انفجارات متزامنة أمام المحلات التجارية بوسط مدينة “ميرسين” المطلة على البحر المتوسط بجنوبى تركيا ناجمة عن قنابل محلية الصنع تركها ملثمون.
وفى يناير الماضى، أدى هجوم انتحارى فى ساحة حى السلطان أحمد السياحى بإسطنبول، إلى مقتل 10 أشخاص معظمهم من الألمان، بالإضافة إلى 15 مصاباً، وقال رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو فى تعقيبه على الحادث "تحققنا من أن منفذ هذا الهجوم الإرهابى فى السلطان أحمد أجنبى من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية".
لكن المتابع للمشهد التركى يدرك أن تركيا تشهد موجة من العنف ومزيدًا من العمليات الإرهابية، ترتبط بحزب العمال الكردستانى الرافض لسياسة أردوغان، والذى أعلن سيطرته على مناطق جنوب وشرق تركيا، ودخل فى معارك عنيفة مع الجيش التركى.
وحدث العام الماضى أكثر التفجيرات دموية فى العاشر من أكتوبر، والذى أسفر عن مقتل 103 شخصاً أمام محطة أنقرة المركزية أثناء تجمع العديد من الأشخاص استعدادا للمشاركة فى مظاهرة.
وتشهد تركيا كراً وفراً دائماً بين قوات الأمن والمسلحين الأكراد، حيث تدور مواجهات عنيفة شبه يومية بين الطرفين فى جنوب شرق تركيا، حيث تتمركز الغالبية الكردية، علماً بأن مسلحى حزب العمال الكردستانى يستهدفون فى هجماتهم الأمنيين والقوافل العسكرية التركية.