الرئيس محمد مرسي رجل ثرثار يخرج من خطاب الى خطاب واذا عزت عليه المناسبة افتعل مناسبة وقد حول صلاة الجمعة الى فرصة اسبوعية اضافية للكلام ، لا يذهب ليؤدي سنة التعبد الخاشع بصلاة المعة بل ليحولها الى استعراض ديني ودنيوي يرائي فيه
الناس بصلاته ويحيط نفسه بالالاف من النود والضباط ويمنع الاف المصلين من الصلاة في مساجد كبرى ويحمل اوزارا وذنوب الجنود والمصلين الذين يحول وجوده وحراسته دون صلاتهم هذا بالاضافة لتحميل ميزانية الدولة الخاوية ثلاثة ملايين جنيه اسبوعيا !
وبعد مرور مائة يوم على تنصيبه لايزال مرسي يتصرف كانه في حملة انتخابية يطلق الوعود والتعهدان والاكليشيهات المحفوظة ودون ان ينذكر وعوده ايام كان لا يزال مرشحا للرئاسة ، لا يتذكر حكاية المائتي
مليار دولار التي ستهبط على مصر فور انتخابه ولا ملايين الافدنة والتي قال انها جاهزة للزراعة فورا ( وعنده ميتها ) ولا مشروع النهضة الذي تبين انه مطب هوائي ولا حكاية التعهدات الخمسة التي وعد
بانجازها في المائة يوم الاولى بعد تنصيبه وقد مرت المائة يوم دون ان تحل مشكله واحدة ولا حتى جرى التقدم لحل مشكلة واحدة سنتيمترا واحدا بل وزادت الطين بلة وتحول المشهد العام الى فوضى شاملة واضيف
الى الازمات ازمة تسميم مياة الشرب وانقطاعها ولان الذي يكذب ينسى ولا يعمل بالحكمة القائلة اذا كنت كذوبا فكن ذكورا فان مرسي لايكاد يتذكر وعوده ويتذكر فقط بحسب تصريحاته المتكررة انه تربى في
جماعة الاخوان فهم الذين نصحوه ان يقول ما قال وان يقسم وان يعد بمزاجه دون حساب فليس على الكلام جمارك في هذا البلد وربما وعدته جماعة الاخوان التي احتفظ بعضويتها ان تفعل اللازم دينيا وان تنظم ايام
استغفار لله عن الاكاذيب المجانية فالاخوان فالاخوان في السياسة يقلدون التاجر الغشاش والذي يستغفر الله صباحا عن اكاذيبه التي سيكذبها طوال اليوم على الزبائن ويتصرف الاخوان مع المصريين كزبائن
مغفلين ولاباس من خداعهم وغشهم حتى وان اضطررت للكذب عليهم فالكذب عند الاخوان من امارات التاجر الشاطر والكذب السياسية من امارات الجماعات الشاطرة ومع ادمان الكذب تحول الكذب السياسي عند الاخوان من عادة الى عبادة .
انظر مثلا الى حملة هجوم الاخوان على حكومة قنديل التي شكلها الرئيس مرسي وبهدف يبدوا ظاهرا وهو تبرير فشل مرسي والتغطية على اكاذيب الاخوان في حملته الانتخابية فهم يريدون البحث عن كبش فداء لانقاذ مرسي
وانقاذ شعبية الاخوان من التدهور المتسارع وبقدر ما يبدو الهجوم مثيرا للسخرية فانه يكشف حقيقة قيادة الاخوان والتي لا عهد لها ولا ميثاق وتحترف الكذب فالقاصي والداني يعلم ان مرسي لا يقرر شيئا بنفسه وان
تعليمات مكتب الارشاد عنده بمثابة الوحي الالهي وان حكومة التكنوخوان برئاسة هشام قنديل من بنات افكار مكتب الارشاد الاخواني ونالت بركات المرشد الذي قال انه لا يلتقي مرسي وانه التقاه على مرات متباعدة
ودون ان يعلم احد اين ومتى جرت هذه اللقاءات المتباعدة والتي جرت على ما يبدوا بصورة سرية ، فمرسي الذي يقول انه رئيس لكل المصريين يلتقي فئات مختلفة علنا ويتحفنا بخطاباته وثرثراته المملة بينما يلتقي مرشده
العام في السر ويقر ما يملى عليه ومن خلال تنظيم دقيق في بيت الرئاسة تكفل الملياردير خيرت الشاطر رجل الاخوان القوي بنسج خيوطه فجميع معاوني الرئيس الاساسيين من الاخوان ومن رجال خيرت الشاطر بالذت وحسن
مالك شريك الشاطر هو حلقة الوصل مع رجال الاعمال وعصام الحداد رجل الشاطر وهو وزير الخارجية الحقيقي بينما يتولى الشاطر بنفسه ملف الاجهزة الامنية ومرسي الذي شكل حكومة قنديل ويحكم من خلالها في الملفات
اليومية هو نفسه مرسي المحكوم بحكومة خيرت الشاطر في مؤسسة الرئاسة وهو ما يعني ببساطة ان مرسي لم يفشل وحده وان الفشل محسوب على الذين صنعوه وربوه ورشحوه ويديرون قراراته والحقيقة ساطعة لا تحتمل التلاعب
ولا الكذب حتى لو كان الكذب شريعة الاخوان حلالا فليس بوسعهم خداع الناس بالهجوم المفتعل على الحكومة التي انشاها الرئيس المنتدب من مكتب الارشاد والرئيس الذي هو مرسي قليل الحيلة ويتصور ان بوسعه ملء فراغ الفشل بكثة الثرثرة .
وقد با مرسي احيانا وكانه يكسب شعبية مضافة خصوصا حين جرى التخلص من حكم الملس العسكري فقد ادى ذهاب طنطاوي وعنان الى حالة من الارتياح كان ملموسا وقتها في الشارع وبدا مرسي وقتها كانه الرئيس القوي وكسب تاييدا
اضافيا سرعان ما تبدد فقد راحت السكرة وجاءت الفكرة سريعا وبان للشعور العام حقيقة ما جرى وهو ان مرسي ضمن الخروج الامن للجنرالات وتحصينهم ضد اي محاكمات محتملة عن جرائم الدم والمال العام التي ارتكبوها وهو
التحصين الذي ضمنه برلمان الاخوان من قبل وبتعديلات مريبة في المادة الثامنة من قانون الاحكام العسكرية وهو التعديل الذي يحصن العسكريين وحظر احالتهم الى القضاء العادي ويحيل البلاغات ضدهم الى النيابة العسكرية
حيث تدفن في الادراج كالعادة وهو ما يفسر تصريحات مرسي الاخيرة في لقائه مع الجالية المصرية بامريكا والتي ابرا فيها ساحة المجلس العسكري السابق من المسئولية عن جرائم قتل و ضرب الثوار ونسب مرسي الجرائم الى بعض (( الاحاد)
المجهولين وهو ما قد يذكرك بحكاية الطرف الثالث المجهول والتي داب مجلس طنطاوي وعنان على نسبة الجرائم الية اضف الى حكاية الاحاد المثيرة للسخرية ان مرسي نسى تعهداته بالقصاص للشهداء
واعادة محاكمات نظام مبارك وعصابته بالذات ، لم يتذكر مرسي لسبب بسيط وهو ان الكذوب في العادة لا يكون ذكورا وتوالت احاكم البراءة لجنرالات الشرطة في عهد مرسي وتماما كما كانت الايام تجري
عليه في ايام المجلس العسكري وتعهد مرسي كما تعلم برد المليارات المنهوبة ولم يعد للبلد مليم واحد وهكذا اثبت مرسي انه ابن حقيقي لقيادة الاخوان ومطيع نموذجي لاكاذيبها ومردد ببغاوي
لادعاءاتها عن العمل بشريعة الاسلام وهي الادعاءات التي ثبت عكسها تماما فشريعة الاخوان هي شريعة البيزنس وقد مرت مائة يوم على حكم الرئيس الاخواني وهي فترة اختبار كافية والنتيجة على ما تعرف ،
فمرسي يكرر في ايامه الاولى ما فعله مبارك في سنواته الاخيرة
ولا فرق ملموس سوى ان مرسي يستفتح خطاباته وثرثراته دائما باسم الله وبالثناء على رسوله الاكرم ثم لا تجد في النص ولا في الفص شئ مختلف عما كان فالمحصلة مجرد لصق
تيكيت اسلامي على بضاعة مبارك ذاتها فهي التبعية ذاتها للسياسة الامريكية والطاعة للرغبات الاسرائيلية وهو الاقتصاد المعلق المعتل ذاته والذي لا يخدم سوى راسمالية
المحاسيب وهو الظلم الاجتماعي المريع ذاته والذي يترك غالبية المصريين العظمى نهبا للفقر والعنوسة والبطالة واهدار الكرامة الانسانية وهو التعامل ذاته مع مصر كحكر مخصوص .
كانت مصر عزبة خاصة لمبارك وعائلته ومليارديراته وصارت غنيمة خاصة لمرسي وجماعته ومليارديراته .
انها مائة يوم من الكذب .