قال البطريرك لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل للكلدان، أن "التهديد الأكبر ليس إرهاب داعش، وإنما منظرو الفكر التكفيري ودعاته ومروّجوه وكذلك بعض القوى المتنافسة على السلطة التي توظفّ الدين"، داعياً المسلمين إلى المبادرة لتجاوز الشحن الطائفي واعتماد مشروع مشترك لتفكيك هذه الأيدولوجية.
وأضاف البطريرك في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الأب الأب ميسر المخلصي، في مؤتمر نظمه المركز العراقي لإدارة التنوع، إن "المكونات الدينية والقومية في العراق ليست جاليات انحدرت من كوكب المريخ"، مشدداً أن هذه المكونات "التي ينظر إليها كأقليات كانت يوماً ما غالبية"، و"قد ساهمت إلى حد كبير في بناء التاريخ العراقي والإسلامي معاً، واليوم هي مهمشة تعيش في الظل".
نص الكلمة:
ايتها الاخوات ، ايها الاخوة
ان التهديد الاكبر ليس ارهاب داعش وغيرها فحسب، بل هو منظرو هذا الفكر التكفيري ودعاتُه ومروّجوه. وكذلك بعض القوى المتنافسة على السلطة التي توظفّ الدين.
ولما كنا أمام محفل موقر نراه عاملا ممتازا لإشاعة ثقافة احترام التنوع، نناشد اخوتنا المسلمين بأخذ زمام المبادرة في تجاوز الشحن الطائفي واعتماد مشروع مشترك لتفكيك هذه الايدولوجية جذريًا، من هذا المنطلق نطرح جملة نقاط قد تفيد:
1- اعتماد مبدأ ثابت لنبذ الفرقة بين الديانات والمذاهب والتأكيد على مبدأ احترام حرية معتقد الاخرين وخيارهم في ممارسة شعائرهم الدينية في جو من الاحترام وسيادة القانون.
2- المضي في بناء وترسيخ حضارة فكرية وثقافية ودينية، ذات انفتاح واستنارة، ترعى مسؤولية المراجعة الدقيقة للنصوص التربوية المعتمدة في تدريس مادة الدين والتاريخ وتقديم التفسير السليم للنصوص لسدّ الباب امام من يُفسرها خارج سياقها، واعتماد خطاب وسطي - معتدل في منابر دور العبادة، يحث على التضامن الانساني والوطني والروحي بين كافة ابناء الوطن الواحد والبشرية.
3-اشاعة ثقافة الاعتراف بالأخر وقبوله كأخ ومواطن وشريك وليس كخصم ينبغي ازالته، والاذعان الصبور لما تحتاجه العملية من تنقية للذاكرة.
إنه من الأهمية بمكان أن يُعالج الزعماء الدينيّون والقادة السياسيون الاحتقان الطائفي السني-الشيعي وثقافة الكراهيّة وكل أشكال العنف التي تدمر الحياة البشرية، وتنتهك كرامة الانسان.
انها مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة اذا تعاون الجميع في تعزيز ثقافة السلام والثقة لتخطي الخوف من اجل التلاقي بين المواطنين وتعاونهم، وحث وسائل الإعلام Net works على تقديم إعلام يحترم
الديانات ولا يسيء الى الرموز الدينية أو يجرح مشاعر اتباعها، ويعزز ثقافة الانفتاح التي تبدد الأحكام المسبقة وتوطد المعيّة. من هذا المنطلق لا مستقبل لنا الا بالعيش معا بسلام ووئام وتعاون.