عبّر رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، المطران عطاالله حنّا، عن صدمته، لما جاء على صدر الصفحة الأولى لصحيفة فلسطينية محلية يوم السبت، من رفع متظاهرين صورة في باحات المسجد الاقصى " مسيئة للمسيحيين"، خلال تظاهرة يوم، ضد الرسومات الساخرة المسيئة للنبي محمد.
كما وعبر المطران حنا، في بيانٍ وصل راديو بيت لحم 2000، نسخةً منه مساء السبت، "عن رفضه لهذه الاساءة ولهذا التصرف الغير مسؤول، إذ لا يجوز رفع مثل هذه الشعارات التي من شأنها أن تسيء الى وحدة شعبنا الفلسطيني الذي كان دوما في خندق واحد بمسيحييه ومسلميه في مواجهة الاحتلال وسياساته العنصرية" .
واضاف: " إننا نستغرب من هذا الشعار الذي رفع في باحات المسجد الاقصى المبارك، الذي نعتقد انه لا يسيء الى المسيحيين فحسب بل والى المسلمين الذين وإياهم نعيش في وطن واحد، ونعمل من اجل قضية واحدة حتى تعود فلسطين الى أصحابها وترفع راية الحرية فوق أسوار القدس وكنائسها ومساجدها" .
وتابع: " عندما اقدمت احدى الصحف الفرنسية الساخرة على وضع رسومات مسيئة للديانة الاسلامية أعلنت الكثير من المرجعيات الدينية المسيحية في بلادنا وفي المنطقة العربية وفي العالم عن رفضها وشجبها واستنكارها لهذا التطاول على الدين الاسلامي ونحن في مدينة القدس عبرنا بشكل خاص عن استنكارنا لهذا السلوك المرفوض لأننا نعتقد بأنه لا يجوز التطاول على الرموز الدينية لكافة الاديان على الاطلاق".
وشدد المطران حنا على أن الصحيفة التي أسأت الى الديانة الاسلامية في فرنسا ليست صحيفة مسيحية، وكان لها أن أساءت للديانة المسيحية قبل هذا، وهي صحيفة يدعي اصحابها أنهم ملحدون وليبارليون ولا دينيون، لذلك "فإننا نستغرب التطاول على الرموز الدينية المسيحية في مظاهرة تندد بالتطاول على الرموز الدينية الاسلامية".
ولم يستبعد المطران أن تكون هنالك جهات مدسوسة او مشبوهة وراء رفع هذا الشعار المسيء للديانة المسيحية في باحات الاقصى، "ونحن نعلم أن أمتنا العربية ومشرقنا العربي يمر في هذه الايام بمرحلة عصيبة، حيث أن هنالك مؤامرة غير مسبوقة تهدف الى تدمير امتنا العربية وشرذمتها خدمة للقوى الاستعمارية وخدمة للمشروع الصهيوني العنصري في منطقتنا".
واعتبر أن من رفعوا هذا الشعار المسيء للمسيحية في باحات الاقصى "إنما قدموا خدمة مجانية لاسرائيل، ومرتزقتها الذين يعملون على تفكيك منطقتنا وتحويلها الى اديان ومذاهب متصارعة فيما بينها خدمة للاحتلال ومشاريعه الاقصائية".
واستنكر بأشد عبارات الاستنكار رفع هذا الشعار في باحات المسجد الاقصى الذي يتعرض لمؤامرات ومخططات هادفة لتقسيمه والاستيلاء عليه، وبدل من أن يقوم البعض برفع شعارات تحرض على الفتنة كان من المفترض أن ترفع شعارات تدعو الى الوحدة الوطنية والاخاء الديني في وجه من يريدون أن يشرذموننا وأن يثيروا الفتنة في صفوفنا وبين ظهرانينا.
وقال إن استنكار إساءة الصحيفة الفرنسية للديانة الاسلامية لا يمكنه ان يكون وليس من المنطق ان يكون من خلال اساءات للديانات الاخرى فنحن ضد التطاول على كل الديانات ورموزها الدينية .
ودعا كل انسان عاقل وحكيم كي يتحمل مسؤولياته ويرفض كل عمل من شأنه إثارة الفتن والتصدعات في مجتماعاتنا العربية .
ووجه المطران عطا الله حنا كلامه " لمن يجهلون التاريخ او يتجاهلونه بأن المسيحيين في بلادنا ليسوا ضيوفا عند أحد، وليسوا جالية أو عابري سبيل أو غرباء في أوطانهم، فهم أصيلون في انتماءهم للمشرق العربي
وهم متمسكون بهويتهم العربية الفلسطينية، ومهما حاول البعض التحريض عليهم او الاساءة لتاريخهم او التطاول على رموزهم الدينية سيبقوا متمسكين بمسيحيتهم المشرقية الاصيلة وهويتهم العربية الفلسطينية ".
وختم بأن" من رفعوا هذه الشعارات المسيئة للمسيحيين في باحات الاقصى إنما أساءوا الى انفسهم واساءوا الى الدين الاسلامي الحنيف الذي نحترمه، ونحن نعيش معا مسيحيين ومسلمين في هذه الديار منذ القرن السابع للميلاد وسنبقى معا مسيحيين ومسلمين ندافع عن فلسطين وندافع عن القدس رغما عن سياسات الاحتلال العنصرية ورغما عما يقوم به المحرضين مهما كانت مسمياتهم والقابهم".
وأكد على أن" فلسطين ستبقى البوصلة، وستبقى القدس القبلة مهما حاول البعض تشتيتنا عن هذه البوصلة وعن هذه القبلة، وستبقى مدينة القدس مدينة عربية فلسطينية بكافة مقدساتها الاسلامية والمسيحية ومؤسساتها وشعبها وإنسانها ".
كانت صحيفة القدس المحلية نشرت خبراً عن مسيرةٍ غاضبة في باحات المسجد الاقصى، حيث ضمنته بصورةٍ تظهر رفع المشاركين بالمسيرة لوحة كتب عليها " الا الحبيب .. يا عباد الصليب "، ما اثار انتقاداً للصحيفة التي نشرت مثل هذه الصورة على صدر صفحتها الاولى في عددها يوم السبت.
