سوريا تسير فى نفق مظلم، اقتتال فى كل مكان، ومليشيات مسلحة تابعة للنظام، وأخرى معارضة، وثالثة تعلن عن نفسها ككيان مسيحى لحماية المسيحيين، تحت اسم الأكاديمية العسكرية السريانية الآشورية، بعد تزايد اختطاف الفتيات المسيحيات، ولا أحد يعرف مصير الدولة السورية.
فالخطف، وطلب الفدية بات شعار المقاتلين فى المناطق الحدودية، حيث تصاعدت مؤخرا حالات اختطاف الفتيات المسيحيات فى مدينة حمص، ولاسيما فى الأحياء الموالية فيها للنظام السورى.. الأمر الذى دعا التجمع الشبابى الآشوري/المسيحى المعروف
بـ“سوتورو” أو “مكتب الحماية” لتأسيس أول “أكاديمية عسكرية” سريانية “آشورية” فى مدينة القامشلى، تحمل اسم “أكاديمية آغا بطرس” هدفها تأهيل المقاتلين السريان وتدريبهم وفق أسس أكثر انضباطا لحماية مناطقهم، وفقا لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء.
وكانت آلاف من العائلات الحمصية المسلمة والمسيحية، أجبرت على ترك منازلها عقب بدء نظام الأسد بقصف الأحياء السكنية فى وسط المدينة، عقب سيطرة كتائب الجيش الحر عليها، ومنها حمص القديمة والأحياء المجاورة لها.
المصالحة الوطنيةوكان طالب الأب “ميشيل نعمان”، رجل الدين المسيحى وعضو لجنة “المصالحة الوطنية”، عبر صفحته على فيس بوك، سلطات النظام بكشف مصير الفتيات المختطفات، وكشف مصير الشباب المسيحيين الذين تم اختطافهم مؤخرا، والمرجح وجودهم لدى السلطات الأمنية، بحسب موقع كلنا شركاء فى الوطن.
أكاديمية عسكريةوقالت مصادر مسيحية فى منطقة الجزيرة العربية إن التجمع الشبابى الآشوري/المسيحى المعروف بـ “سوتورو” أو “مكتب الحماية” قد قام بتأسيس أول “أكاديمية عسكرية” سريانية “آشورية” فى مدينة القامشلى تحمل اسم “أكاديمية آغا بطرس” هدفها تأهيل المقاتلين السريان وتدريبهم وفق أسس أكثر انضباطا لحماية مناطقهم، وفقا لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء.
ووفق مصادر آشورية من المنطقة، فإن خوف المجتمع السريانى/الآشورى من تطورات الوضع الأمنى فى شمال سوريا دفعهم لتشكيل قوات ومراكز عسكرية للدفاع عن الوجود المسيحى فى المنطقة، ويخضع المقاتلون فى الأكاديمية لتدريب “عسكرى عملى ونظرى”، كما تشرف المراكز الدينية المسيحية على تزويدهم بمحاضرات وإرشادات عقائدية.
تنظيمات مسيحيةوكانت هيئات وتنظيمات مسيحية، مدنية وكنسية وحزبية، فى شمال سورية قد أعلنت عن تشكيل مليشيات عسكرية تحمل اسم “سوتورو” وهى تعنى (الحماية) باللغة السريانية، مهمتها الدفاع عن البلدات والمناطق المسيحية فى حال تعرضها لأى اعتداء من أية جهة، وهى المرة الأولى التى يصبح فيها لمسيحيى سورية “ذراع عسكري” أسوة بالقوى والتيارات والقوميات السورية الأخرى التى تمتلك ميليشيات خاصة بها.
كما أتبعها حزب الاتحاد السريانى بتشكيل “المجلس العسكرى السريانى”، هدفه التصدى للكتائب التكفيرية المتشددة التى يعتبرها الحزب من أكبر التهديدات التى تطال المنطقة بكل شعوبها من سريان وكرد وعرب وغيرهم.
ومؤخرا، أعلنت قوى سياسية ومنظمات وكنائس وتجمعات أهلية مسيحية سورية (آشوريين وسريان) فى الشمال عن تشكيل “الهيئة العامة للشعب الآشورى السريانى الكلدانى”، وحددت
أهدافها بتقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز قيم ومفاهيم العيش المشترك، والسلم الأهلى وتبنّى الحقوق القومية والثقافية والدينية للآشوريين وتكريس مبدأ العدالة
الاجتماعية وسيادة القانون، قاطعتها الـ(سوتورو) بسبب حالة عدم الانسجام بين مكونات هذه الهيئة، فمن بينها قوى وتيارات مؤيدة للنظام السورى، وأخرى مؤيدة للمعارضة، وثالثة متحالفة مع الكرد.
إدانة حقوقيةوصدر مؤخرا تقرير مشترك لأربع منظمات حقوقية سورية، اتهم النظام بـ“المتاجرة” بالمسيحيين واستهدافهم، وأكّد على أن عدد القتلى من المسيحيين بيد النظام ارتفع لأكثر
من مائة ضحية، وتجاوز عدد الكنائس التى دمرها النظام خلال الثورة السورية 36 كنيسة مقابل أربع كنائس اتهمت المعارضة المسلحة بالاعتداء عليها. واتّهمت هذه المنظمات
النظام بأنه سعى منذ بداية الثورة لـ”المتاجرة بالأقليات وبالأخص المسيحيين ضاربا عرض الحائط بصورتهم المستقبلية فى النسيج المجتمعى” العام، وفقا لنوقع كلنا شركاء السورى.
تقسيم حتمىالدكتور عادل عبد الله منسق المرصد للحقوق والحريات، قال إن سوريا تتجه نحو الهاوية، فالتقسيم أمر حتمى، إذا ما استمر القتال بين نظام بشار الأسد، والجيش السورى الحر
وأوضح عبد الله لـ"مصر العربية" أن الحديث عن إقامة مليشيات مسلحة لحماية الأقباط فى سوريا، بداية التقسيم الحقيقي، متسائلا لماذا يدعو البعض الآن لتشكيل أكاديمية عسكرية آشورية سريانية؟ ولم يتحرك أحد لتدمير الأسد للشعب السورى، وعمل محارق عسكرية للمعتقلين المعارضين؟ مستبعدا تهدئة الأوضاع فى سوريا قريبا.
وتابع الناشط الحقوقى أن هناك متاجرة من البعض للمسيحيين، لافتا إلى أن من خطفوا ليسوا بأعداد كبيرة، وبالتالى قد يكون الحديث عن تشكيل أذرع عسكرية، بداية للتقسيم الفعلى لسوريا، وقد يكون ذريعة للتدخل العسكرى للإطاحة بنظام الأسد.
جدير بالذكر أن ترددت أنباء عن تأسيس أول “أكاديمية عسكرية سريانية آشورية” فى مدينة القامشلى، تحمل اسم “أكاديمية آغا بطرس” هدفها تأهيل المقاتلين السريان وتدريبهم وفق أسس أكثر انضباطا؛ لحماية مناطقهم، وفقا لوكالة (آكى) الإيطالية للأنباء.