ذكرت صحيفة "كريستيان بوست"، أمس الاثنين، أن "نحو 23 عائلة مسيحية، لم يتمكنوا من الفرار من مدينة الرقة السورية التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، ويواجهون التعصب الإسلامي، ويُجبرون على دفع الجزية؛ لضمان سلامتهم؛ وللبقاء في منازلهم".
وبحسب تقرير نشرته وكالة "فيدس نيوز"، هذا الأسبوع، فإن "نحو 1500 عائلة مسيحية كانوا يعيشون في الرقة قبل بدء الحرب في سوريا في 2011. ومنذ ذلك الحين، فرَّ الكثيرون، خاصة خلال الأشهر القليلة الماضية مع صعود التنظيم الإرهابي، الذي سيطر على عددٍ من المدن في أنحاء سوريا والعراق".
وتضيف أن "المسيحيين الأرمن الباقين في المدينة، الواقعة شمال سوريا، لم يكونوا قادرين على الفرار لأسباب عديدة، تتعدد بين نقص المصادر وظروف السن والمشكلات الصحية، وتم إبلاغ تلك العائلات أنه بداية من هذا الأسبوع سيكون عليهم دفع الجزية التي تبلغ 535 دولارا"، وتستبعد "فيدس نيوز" أن "تكون تلك العائلات التي أفقرتها الحرب، قادرة على دفع الجزية، ومن ثمَّ فسيتم طردهم من منازلهم".
وفى يوليو الماضي، اضطر آلالاف من المسيحيين العراقيين للفرار من منازلهم في مدينة الموصل العراقية، حيث يعيش المسيحيون منذ ألفي سنة، بعد أن خيَّرهم تنظيم داعش، المعروف أيضا باسم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، بين دفع الجزية أو الإسلام وإما القتل. وقد باتت المدينة خالية من مواطنيها المسيحيين.
وفى تصريحات سابقة، قال منير قاقيش، رئيس مجلس الكنائس الإنجليكانية المحلية في الأراضي المقدسة، "إن هذا الوضع خطير للغاية. ولم يتحرك زعيم غربي لوقف هذه المأساة، بل يقدمون فقط كلماتٍ فارغةً دون فعل".
وتحولت كنائس الرقة المهجورة إلى مكاتب للشؤون الإسلامية وتعزيز الشريعة، مثل تلك التي تم تنفيذها في عدد من المدن التى استولى عليها تنظيم "الدولة الإسلامية". ومثلما أفادت التقارير، فإن "الجهادين يقومون بحرق الأناجيل والكتب المسيحية".
وقالت الأمم المتحدة، إن "نحو 200 ألف شخص قُتِلوا في الصراع السوري، حتى الآن". ويُتهم داعش بارتكاب جرائم مروِّعة، بما في ذلك قطع رؤوس الرجال والنساء والاطفال في أنحاء المنطقة".
والجزية في الإسلام هي قدر من المال يدفعه من هو قادر على القتال من غير المسلمين «أهل الذمة» مقابل حمايتهم، ويعفى منه الكهول والنساء والأطفال والعجزة والمعاقون والذين يقاتلون في صفوف المسلمين.