تأهبت بلدة صدد المسيحية في ريف محافظة حمص الشرقي، وسط سوريا، للدفاع عن الأرض من هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية"، إثر سيطرته على بلدة مهين المجاورة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني.
وبات عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" على بعد كيلومترات من بلدة صدد المسيحية، التي انتشر حولها الجنود السوريون والمقاتلون الموالون لهم.
وقال رئيس بلدية صدد سليمان خليل: "نزح العديد من العائلات عن البلدة، خاصة النساء والأطفال، وبقي فيها الشباب والرجال للدفاع عنها"، موضحا أن بعض العائلات توجهت إلى القرى المسيحية في ريف حمص الشرقي مثل فيروزة ويزدل، وبعضها الآخر إلى دمشق.
جدير بالذكر أن نحو 12 ألف شخص ينتمون إلى طائفتي السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك يقطنون في هذه البلدة التي يعتز سكانها بأن اسمها ورد في التوراة.
وشهدت البلدة في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2013 معارك ضارية بين القوات السورية والجماعات المسلحة قبل أن يفرض الجيش السوري سيطرته عليها بالكامل.
في غضون ذلك يخشى سكان صدد وصول تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى بلدتهم وتكرار الممارسات التي ارتكبها في المناطق المسيحية التي تمكنت عناصره من السيطرة عليها، على غرار قرى الخابور ذات الأغلبية الآشورية في محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا، ومدينة القريتين المجاورة.
وفي السياق، قال أحد السكان: "نخاف من حدوث مجازر ونخاف على كنائسنا بعدما فجر تنظيم "الدولة الاسلامية" الكنائس والأديرة في المناطق التي سيطر عليها في الرقة وسواها".
وقصف تنظيم "داعش" بعد سيطرته على بلدة مهين، بلدة صدد، بأكثر من 300 قذيفة هاون وأخرى يدوية الصنع، موقعا العديد من الضحايا في صفوف المدنيين والمقاتلين، بحسب الأهالي.
هذا، وتشهد بلدة صدد حركة خفيفة من المدنيين فيما انتشر العديد من المقاتلين المدججين بالسلاح في شوارعها، مع وصول عشرات المقاتلين المسيحيين السريان إلى البلدة بشكل تدريجي في الأيام الأخيرة، قادمين من محافظة الحسكة، وينضوي هؤلاء المقاتلون في صفوف قوات "السوتورو".
وينتشر مقاتلو "السوتورو" والبالغ عددهم نحو 250 عنصر إضافة إلى مقاتلين محليين داخل البلدة، ومقاتلي "نسور الزوبعة" الجناح العسكري للحزب القومي السوري الاجتماعي.
يذكر أن 6 من عناصر الحزب القومي الاجتماعي لقوا مصرعهم قبل نحو 3 أسابيع إثر تفجير انتحاري من تنظيم "الدولة الإسلامية" سيارته المفخخة عند حاجز يبعد 3 كم شرق البلدة.