تحتفل ايبراشية اسيوط الخامسة مساءا عشية اليوم الاحد 22/11/2015 بالتذكار الاول لنياحة الانبا ميخائيل مطران اسيوط الجليل و التى تقام بدير العذراء بجبل اسيوط و يترأسها نيافة الانبا يؤانس اسقف اسيوط و توابعها .
و تضم الاحتفالية كلمة للقس مينا حنا و كلمة للقس الراهب لوقا الاسيوطى و بعض الترانيم لفرق كورال الكنائس و عرض مسرحى لمواقف من حياة انبا ميخائيل مطران اسيوط المتنيح ثم كلمة الاحتفالية لنيافة الانبا يؤانس اسقف اسيوط و طقس التسبحة التى يشارك فيها خوارس الشمامسة و صفوف المكرسين و التى تنتهى قرابة العاشرة و النصف مساءا .
كما يقام صباح الاثنين 23/11/2015 صلاة القداس الالهى بجميع كنائس اسيوط و توابعها بهذه المناسبة و يترأس نيافة الانبا يؤانس صلاة القداس الالهى بمغارة دير العذراء بجبل اسيوط .
و امتدت السنون … بمبانى كنيسة الشهيد ابادير المتهدمة لقرابة ال 26 عاما،.. و كذلك مبانى كنيسة القديس مرقس الرسول التى اصابتها الشروخ خاصة بعد زلال عام 1992، والارتشاحات بالمبانى و بالاسقف و الذى تشبع بالمياة عقب سيول 1994 .
اللذان كتبا طلبا موجها للسيد اللواء وزير الداخلية للموافقة على قرار واحد لهدم و اعادة بناء الكنيستين …
و بالتالى قام سيادته و الذى كان قد باشر عمله محافظا لأسيوط قبل توليه وزارة الداخلية قام بالتأشير بالموافقة … و الموافقة كان مقصود منها في ذلك الوقت ان ترسل للأجهزة
المعنية وهى الجهاز الأمني و المباحث الجنائية ،….الخ و ذلك للقيام باعداد ملف كامل لكل كنيسة يشتمل على الرسومات الهندسية و المعمارية و الانشائية و كافة المستندات
اللازمة … ثم اعادة ارسال الملفين مرة اخرى لوزارة الداخلية لرفعه لرئاسة الجمهورية لاصدار قرار جمهورى بالتصريح بهدم و اعادة بناء الكنيستين و بعد استيفاء الأوراق بتترد ثانية.
الى ان تدخلت عناية الله فتم تكليف اللواء عبد الوهاب ابا زيد نائبا لوزير الداخلية و مديرا لأمن اسيوط و كان رجلا وطنيا و تقابلت – الكنيسة معه – و للمرة الأولى بدأت يد الله تحرك الأحداث فظهر خطاب وارد من وزارة
الداخلية يطالب مسئولى الكنيسة بأسيوط بتقديم مستندات الترخيص لكل من كنيسة الشهيد ابادير و كنيسة القديس مرقس الرسول و التى كانت قائمة بذاتها حتى تاريخة و الصلوات فيها مستمرة رغم تعرضها للخطر الداهم و صدور قرار الإزالة .
اما كنيسة الشهيد ابادير فكانت مبانيها منهدمة بالفعل كان قد صدرت لها قرارات هدم اعوام 1962 ، 1963 ، 1967 ، و اخرها كان في سبعينات القرن الماضى عام 1972 ، و المتبقي منها بالفعل مذبح كنيسة العذراء علي مساحة 180 متر من مسطح 1847.5 متر و كان معمول لها مشدات خشبية و اعمدة تستند اليها للحفاظ عليها بهذه الصورة و امكانية الصلاة فيها خوفا من سقوطها …
فبدانا نمشى فى الاجراءات و كلمة احراءات الترخيص (كمفهوم امنى) تعنى متابعةاحراءات الترخيص حتى صدور القرار الجمهورى لكن نحن استخدمنا كلمة السير في اجراءات الترخيص في استخراج رخصة مدنية و كان هذا هو الفرق في المفهوم بين التحرك في
اجراءات الترخيص لاستخراج رخصة مدنية للبناء وفق القانون المدنى 106 لسنة 1976 و الترخيص ببناء كنيسة وفقا للقرارات السيادية و الأمنية … لذلك كان التحرك و السير في اجراءات الترخيص و قبول المستندات داخل الجهة المسئولة و هى حى غرب اسيوط …
و من هنا كان السير في اجراءات الترخيص يعنى صدور رخصة البناء من حى غرب التابع لة مبانى الكنائس ..فادخلت الكنيسة في مشكلة هى ان رئيس الشئون القانونية (الاستاذ ياسين بركات) في ذلك الوقت كلف المهندسين بحى غرب بمعاينة المساحة حيث سجلوا بان مساحة الكنيسة هى 180 متر فقط و هى فقط مساحة الهيكل الغربي و الخورس امامه و باقي المسطح كتب انها ملعب كورة ؟!!
هذا ما ادخل الكنيسة في دوامة لمدة عامين حتى اعتمدت المساحة بالكامل 1874.5 متر و كان ذلك في عهد الاستاذ الدكتور رجائى الطحلاوى محافظ اسيوط و الذى قام – بصفته استاذ مهندس – و تفهم الخرائط المساحية و اقتنع بالموضوع و انتهت مشكلة تحديد المساحة و تم اعداد الرسم على مسطح الارض بالكامل بعد المراجعة مع الجهات الادارية و الفنية و منها الاسكان و رئاسة الحى و مجلس المدينة .
ففي 6 اكتوبر 1996 … في هذا التوقيت بدا ان حراك ملف اوراق الترخيص بالهدم و اعادة البناء لكنيسة الشهيد ابادير سيتوقف و ان كل الاجراءات التى تمت على مدى 26 عاما قد وصلت الى طريق مسدود و وضح ان الامور وصلت الى ذلك نتيجة تعنت بعض المسئولين التنفيذيين في الادارات المعنية و بالسعى نحو عرقلة استكمال مراحل صدور الترخيص …
و جاء احتفال الشهيدين ابادير و اخته ايرينى و في كلمته كالمعتاد تحدث الانبا ميخائيل مطران اسيوط عن “الشيطان و اعوانه “الذين يترصدون للكنيسة و يعوقون مسيرتها و اعلن بصوت جهورى واضح ” بأن شعب الكنيسة سيصلي على الارض.. على التراب …
” و حسبت هذه الرسالة و كانها موجهة للمسئولين بالدولة و كان من الطبيعي ان عظات سيدنا نيافة الانبا ميخائيل بيتم تسجيلها امنيا و بعد انتهاء القداس تم استدعاء قدس ابونا المسئول عن ملف الكنائس قال : التقيت بمحافظ اسيوط و بدا عليه الاستياء من كلمات العظة و القصد منها وماذا يعنى نيافتة بالشيطان واعوانة…
فما ان كلف في ذات اليوم رئيس حي غرب و الادارة الهندسية بفحص ملف كنيسة الشهيد ابادير لاصدار الرخصة و فعلا و في خلال ثلاثة ايام تمت الاجراءات و تم استلام الرخصة فى الساعة الرابعة عصرا 9 اكتوبر 1996 و بالطبع كانت رخصة مباني تخضع للقانون 106 لسنة 1976 و قام الحى بارسال صورة منها للجهات الامنية و من جهتنا بدأنا التنفيذ …
بعد اسبوع تم ايقاف العمل و تحرير محضر بحجة عدم وجود ترخيص… و عند العرض على النيابة كنا بنقدم صورة من الرخصة و يتضح انه لا توجد اي تعليمات من الناحية الادارية او الامنية بإيقاف العمل و نأخذ تأشيرة من النيابة العامة باستئناف الاعمال على حد قول قدس ابونا ابانوب الذى اضاف بقولة…
و هكذا توالى الأمر الى ان منع اللواء عبد الوهاب ابا زيد مدير امن اسيوط ايقاف العمل مرة ثانية و كان يتابع العمل بنفسه و نبه المسئولين بان العمل في بناء الكنيسة لا يتوقف ثانية طالما لاتوجد مخالفات و العمل بيتم تحت اشراف رئاسة الحى و الجهات المسئولة …
احدى هذه الايام وقف سيدنا منتصف الليل بالقرب من الصالة السياحية و وقف الى جواره قدس ابونا بيشوى و المهندس سمير ساويرس احد المهندسين القائمين على بناء كنيسة الشهيد ابادير و انا … و كنا وافقين عند سلم الصالة السياحية …
فجأة وجدنا طفل صغير حوالى 6 سنوات ينادى على والده عده مرات و بصوت مرتفع (بابي … بابي) و جاء الى موضعنا من ناحية كنيسة المنارة و دخل الى الفناء و والده يجري من خلفه و بيقول ابادير ابادير تعالى هنا يا
حبيبي … رايح فين؟ّ! اظن الطفل من احد العائلات التى كانت تقيم باستراحات الدير في فترة صوم العذراء !! و عقبت على ذلك بقولي سيدنا اهه كنيسة الشهيد ابادير هاتتبنى باذن اللة … و فعلا بعد عده ايام بدأنا نشتغل …
كان الجميع يهابونه و كانت تربطه علاقة ممتازة بالكنيسة في بدايات تنفيذ قرار هدم و بناء الشهيد ابادير اول ما بدأنا تنفيذ القرار و لأن المنطقة هناك ذات اغلبية مسيحية تزاحم الاقباط و بدأوا في توزيع اكواب الشربات و الحلوى و بدأوا يصفقون و يطلقون الزغاريد و يفرحون ابتهاجا باعادة بناء الكنيسة …
اتصل بنا اللواء ابا زيد و قال ( لا ،لا كده ماينفعش ارجوكم قولوا للناس تغادر المكان فورا و ماتعملوش حاجة الا لما اكون معاكم ) و بالفعل تم حرفيا ما قال و كنا عندما مثلا نبتدى نحفر نخبره ومتى انتهينا من الحفر نخبرة ايضا ،كان يتابع التنفيذ على الارض خطوة بخطوة لغاية ما ربنا تمجد و كنا دائما على تواصل مع ابانا الانبا ميخائيل المطران الجليل في كل امر …
و انا فاكر ايامها – هكذا اضاف اللواء جميل عشم الله –كان فية حاجتين : اولا الجزء الغربي من الكنيسة و الذى كان يشغله السور المواجه للشارع … لما بدأنا الشغل عند هذا المكان لاحظنا ان الشارع بدا وكانة ينشق …
فاسرعنا الى الاستاذ الدكتور الاستشارى عبد الرحمن مجاهد بكليه الهندسة ليقدم لنا المشورة فقال الشارع نفسه يبدو اسفله تجويف عميق جدا لان هذه المناطق معظمها مبنى على كنائس قديمة و اعمدة و مناطق تاريخية ترجع الى القرون الاولى فبدأنا
العمل على مراحل خطوة خطوة ايضا بان نقوم بدك الارض ثم بحفر متر واحد ثم توضع ( قواعد الاساس الخرسانية) ثم نقوم بحفر متر اخر ثم القاعدة الخرسانية و استمر هذا العمل متواصلا لمدة 5 ايام على الاقل و يذكر للدكتور مجاهد بانه كان يتابع الأمر بنفسه …
ثانيا : انا فاكر – و الحديث لسيادة اللواء جميل عشم الله – قرابة الحادية عشر ليلة عيد الميلاد المجيد و صلاة القداس الالهى لم تنتهى بعد اذ كنا نصلى بكنيسة القديس مرقس الرسول القريبة كان العمل مستمر” ليل نهار” لايتوقف في كنيسة الشهيد اباديرو كان المصلين يسمعون اصوات” دك الخرسانة “و كان المهندس سمير ساويرس مشرف على العمل حتى هذا الوقت المتأخر من الليل
و كان يعطى تعليماته للعمال بصوت مرتفع و نحن نسمعه على الجانب الاخر اثناء صلواتنا بكنيسة القديس مرقس الرسول …