أول أمس مر عامين على أحداث الأربعاء الدامى – عنف جماعة الأخوان المسلمين وإعتداءاتهم- والتى كان على راسها هدم العديد من الكنائس فى مصر إبان فض إعتصامى رابعه والنهضة ،14 أغسطس 2013 الذى شهد طوفان الاعتداءات والتخريب والهدم والحرق للكنائس ومبان الخدمات وبعض بيوت الأقباط فى مختلف محافظات مصر.
وبالرغم من ذلك استمرت الصلوات تقام حتى ولو فى وسط حطام الكنائس المتهدمة أو المحترقة….ثم جاء قرار القوات المسلحه بوضع جدول زمنى على ثلاثة مراحل لإعادة إعمار الكنائس التى أضيرت فى احداث الاعتداءات بعد فض
إعتصامى رابعه والنهضة …وانتهت المرحلة الأولى منها و المرحلة الثانيه من المتوقع أن تنتهى بنهاية العام الجارى،وهناك كنائس اخرى ومبانى تنتظر دورها فى المرحلة الثالثة والتى من المقرر لها أن تبدأ فى بدايه عام 2016 المقبل .
المنيا كانت أكثر المحافظات التى تعرضت للاعتداءات هذه ،حيث أن الكنائس التى اضيرت على مستوى محافظة المنيا مابين الطوائف المختلفة وصلت الى 16 كنيسة ، نسبة الكنائس والمؤسسات التى اضيرت بعد فض اعتصام رابعه كان بالمنيا 65 % من مجموع ماحدث .
تحدثنا الى نيافة الانبا مكاريوس أسقف إيبراشية المنيا – فقال :” هناك ثلاثة مراحل لاعادة إعمار الكنائس التى أضيرت إبان عنف الاخوان بعد فض إعتصامى رابعه والنهضة فى 14 أغسطس 2013 .وتم العمل فى المرحلة الاولى ،وشملت 10 مواقع منها خمسه كنائس و5 مبانى اخرى سواء مدارس او مبانى خدمات.
وكانت الخمس كنائس التى تم إعادة إعمارها هى : كنيسة الامير تادرس بالمنيا – تعد أول كنيسة امكن الصلاة فيها فى عيد القيامة فى أبريل 2014 من الكنائس التى اضيرت عقب احداث فض اعتصام رابعه فى 14 اغسطس الماضى.”
وأضاف نيافة الانبا مكاريوس قائلا :” خلال شهر أغسطس الجارى سينتهى العمل تماما فى 6 كنائس منها 3 فى محافظة المنيا وواحدة باسيوط واخرى بسوهاج وواحدة بالفيوم ،اما عن الكنائس التى يتم
الانتهاء من العمل فيها خلال الايام القليلة القادمة فهى : كنيسة مارجرجس وابو سيفين بلهاسه بمغاغه ،وكنيسة الامير تادرس فى المنيا ،والكنيسة الانجيلية بملوى .وهناك كنائس ومبانى نتمنى ان
تكون ضمن المرحلة التالية فى اعادة البناء والاعمار اولها كنيسة الانبا موسى بالمنيا التى تهدمت بالكامل وتحتاج لاعادة بناء مرة اخرى ،بالاضافة الى جمعية الشبان المسيحين بالمنيا ،ومجمع طبى بالمنيا .
واضاف نيافة الانبا مكاريوس ان الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب ،ووزيرا الدفاع والداخليه اكدوا على التزام الدولة والحكومة باعادة اعمار الكنائس ومبانى الخدمات التى اضيرت ابان احداث عنف الاخوان بعد فض اعتصامى رابعه والنهضة.
“
كما أكد الانبا مكاريوس على أن الاقباط يصلون فى العديد من الكنائس التى تحطمت فى كل الظروف سواء فى الحرارة الشديدة أو فى الشتاء فى برودة الجو ،فالاقباط أدركوا ان كله للخير وان الله هو مدبر المسكونة وسيد
التاريخ ،وهذا بالتأكيد لايعفى المجرمين ومرتكبى كل هذا التخريب والدمار فى الكنائس من المسئولية والعقوبة ،لكنى أوكد على انه بالرغم من الايدى الاثمة التى امتدت الى الكنائس الا ان الله اعطانا بركة الاحتمال .
الانبا بيمن أسقف إيبراشية نقادة وقوص ،قال : ” إن مجلس كنائس مصر قام بتحديد الاماكن التى اضيرت بعد عنف الاخوان فى 14 أغسطس 2013 ،وتم الاتفاق داخل المجلس على اولويات اختيار الكنائس التى يبدا العمل بها فى المراحل الثلاثة لاعادة البناء والاعمار.
ويتم مراعاة الاوضاع الامنيه ايضا فى اختيار الكنائس فهناك صعوبه على سبيل المثال فى البدء باعادة إعمار كنائس رفح والعريش
وأشار نيافة الانبا بيمن الى انه تم الانتهاء من عشر مواقع فى المرحلة الاولى ومن ضمن الأماكن التى تضمنتها : كنيسة ماريوحنا بابنوب بمحافظة اسيوط – و كنيسة مارجرجس والشهيد أبوسيفين ببلهاسه بمغاغه بمحافظة
المنيا – مطرانية سوهاج – كنيسة بالفيوم – دير الفرنسيسكان ببنى سويف – الكنيسة المعمدانية ببنى مزار بالمنيا – كنيسة الامير تادرس بالمنيا – الكنيسة الانجيلية بملوى بالمنيا - مدرسة الاباء اليسوعيين بالمنيا .
واستطرد نيافة الانبا بيمن قائلا :” خلال المرحلة الحالية يتم العمل فى 10 مواقع جديدة ومن المقرر الانتهاء منها نهاية العام الجارى ،ومنها : كنيسة سانت تريز بأسيوط – كنيسة الانبا ابرام بدلجا بالمنيا
–ومن المقرر انه مع بدايه عام 2016 سيتم البدء فى المرحلة الثالثة والأخيرة فى اعادة اعمار الكنائس والمبانى التى اضيرت إبان فض اعتصامى رابعه والنهضة ،ومن المقرر ان تشتمل المرحلة الثالثة على 13 موقعا .
واضاف نيافة الانبا بيمن قائلا : ان العمل فى مرحل الاعمار واعادة البناء يسير بشكل جيد ومصر بخير وستظل هكذا دائما باذن الله .
كما وجه نيافة الانبا بيمن تحيه للقوات المسلحه على المجهود الذى قامت به فى المرحلة الاولى والثانية.
تكفل الجيش مصاريف البناء :قال الأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح أن كنيسة ماريوحنا المعمدان بأبنوب بمحافظة أسيوط تم حرقها عقب فض الإعتصام 2013 بالكامل وكانت مكونة من طابقين والطابق الثالث كان عبارة عن مكاتب ومن
شدة الحريق تمدد جميع الحريق الموجود فى أعمال البناء وقد قامت لجنة هندسية من الجيش بالمعاينة وأسندت عمليات الهدم وإعادة البناء الى أحد المقاولين وكان ذلك فى المرحلة الأولى ،
وبالفعل تكفل الجيش بجميع تكليف الهدم والبناء وتم بناء الكنيسة من ثلاثة طوابق وتسلمناها وتم إفتتاحها قبل عيد الميلاد المجيد 2015 ، مؤكداً أن الجيش قام بإحضار جميع الأثاث الذى يلزم الكنيسة .
الأنبا ابرام بدلجا أوشكت على الانتهاءالقس ويصا صبحى – وكيل مطرانية دير مواس بمحافظة المنيا – يقول :
: ” لقد اضيرت 3 كنائس فى دلجا بدير مواس بمحافظة المنيا ابان فض اعتصامى رابعه والنهضه وهم : كنيسة الانبا ابرام ، وكنيسة مارجرجس ،وكنيسة العذراء الاثرية وهم ثلاثة كنائس متجاورة يضمهم سور واحد وتم تحطيمهم
بالكامل وحرقهم ، ولقد بدأ العمل بالفعل فى اعادة الإعمار والبدايه فى كنيسة القديس الانبا ابرام حيث بدا العمل فيها من قبل القوات المسلحة خلال الاشهر القليلة الماضية وحاليا فى مرحلة المحارة والرخام والتشطيبات .
بالاضافة لهذه الكنائس فهناك كنيسة اخرى اضيرت فى هذه الآونه ولكن من خلال سرقة محتوياتها وليس الحرق وهى كنيسة القديس لعازر ويوسف الرامى حيث تم سرقه محتوياتها وقمنا بعمل محضر فى الشرطة برقم 3441 لسنة 2013 ،وحاليا قمنا بالجهود الذاتية باستكمالها .
بالاضافة الى مبنى خدمات الراعى الصالح والذى كان تم حرقه من قبل الاخوان فى الاربعاء الدامى .
وقت قياسىالجيش قام ببناء عدد 2 مبنى وقام بترميم مبنيين أخرين هذا ما أكدته رئيسة راهبات دير الفرنسسكان ببنى سويف وأوضحت : أنه فى 14 أغسطس تم حرق دير الفرنسسكان للراهبات والكنيسة الملحقة به وكذلك المدرسة الملحقة بهم وبدأ الجيش فى
أعمال البناء والترميم فى ديسمبر2013 وقام بتسليمنا الأربعة مبانى فى سبتمبر 2014 حيث أنه كان يعمل طوال الوقت دون أن يتوانى ، مشيرة الى أن جميع الأثاث الموجود فى الأربعة مبانى تعرض للسرقة والنهب والحرق وقمنا بإحضار أثاث أخر جديد .
ووجهت رئيسة دير راهبات الفرنسسكان الشكر للجيش المصرى ومجهوداته المضنية فى سرعة بناء دير الفرنسسكان ببنى سويف والمبانى الملحقة به .
المرحلة الثالثةتهدمت و احترقت 4 كنائس فى ذات الأحداث بمحافظة الفيوم ،تحدثنا الى القمص ميخائيل استراس – وكيل مطرانية الفيوم، فقال : ” فى الفيوم توجد 4 كنائس احترقت وتهدمت ، و من ضمن هذه
الكنائس كنيسة الامير تادرس بالنزلة وتم العمل على اعادة بنائها من قبل القوات المسلحة ،وتم إستلامها مؤخراً فى حين يتبقى ثلاث كنائس وجمعية لم يتم البدء فيهم بعد وهم : كنيسة
الشهيدة دميانة بدار السلام ، وكنيسة العذراء مريم بيوسف الصديق ، وكنيسة الأمير تادرس بدسيا ، وجمعية أصدقاء الكتاب المقدس ” حيث قامت لجنة معاينة من الجيش بالمعاينة وسوف يتم
بنائهم وترميمهم فى المرحلة الثالثة لأن جميعهم يحتاج لإعادة بناء وترميم لأنه لحق بهم أضرار جسيمة فى 14 أغسطس 2013، مؤكداً على أن الصلوات تقام داخل جميع هذه الكنائس وسط الحطام بصورة مؤقته .
لايوجد ترميمايضاً حول إعادة بناء وترميم الكنائس التى تم حرقها فى 14 أغسطس كان لابد أن نتحدث الى القمص يوساب القمص مرقس كاهن كنيسة الملاك ميخائيل بكرداسة بالجيزة السابق والذى كان بمثابة حرب على الدولة فى ذلك اليوم فى
منطقة كرداسة وقال : أن الكنيسة حرقت عقب فض إعتصامى رابعة والنهضة مباشرة ولم يتم ترميمها حتى الأن رغم أن هناك لجنة معاينة من الجيش قامت بمعاينة الكنيسة عقب الإعتداءات التى حدثت وشاهدت الأضرار التى لحقت
بها إلا أنه لايوجد أى جديد بشأن أعمال البناء والترميم حتى الأن، موضحاً أن الكنيسة الأثرية والقاعة والمعمودية تم حرقهم وجميع الأثاث تعرض للسرقة والنهب والتكسير والتخريب طالت كل شبر فى الكنيسة فى ذلك الوقت .
وأإستطرد القمص يوساب :أن الصلاة تتم الأن فى الكنيسة الصغيرة الملحقة بالكنيسة الأثرية وتتكون من طابقين حرق منها الطابق الأول وتقام الصوات فى الطابق الثانى .
القس يوسف ايوب – راعى الكنيسة الكاثوليكية بدلجا بمحافظة المنيا يقول :” حتى الان لم يتم فعل اى شىء فى مبنى الخدمات التابع للكنيسة الكاثوليكية بدلجا ، فلقد اضير من عنف الاخوان فى شهر يوليو 2013 وقبل بدء احداث
العنف ابان فضى اعتصامى رابعه والنهضة ،ونحن لانستطيع ان نقدم الانشطة والخدمات التى كانت تقدم داخل هذا المبنى منذ عامين ،فلقد كانت هناك خدمات خاصة بالمسننين ،والكشافة ،والكورال ،والأطفال ذوى الاعاقه ،…الخ .
ويضيف القس يوسف ايوب :” اننا نعانى بشدة من عدم وجود مبنى خدمات مؤهل لاستئناف الانشطة بداخله ،فبعدما جاء وفد من وزارة الاسكان وعمل تقرير بعدالاعتداءات تم التوصية فى تقريرهم بالهدم واعادة بناء المبنى من جديد ،وبالفعل شاركنا فى تقديم الرسومات المعمارية والانشائية و حتى الان لايوجد اى تنفيذ على ارض الواقع فى اعادة اعمار المبنى .
ااشد المسئولين بان ياتوا اينا ويروا المأساة التى نعانى منها منذ عامين ولا احد يلتفت الينا .
قال د. منير مجاهد مؤسس مصريون ضد التمييز الدينى :أنه رغم مرور عامين على حرق الكنائس إلا أن عمليات الترميم تمر ببطء وجميع المعلومات التى تخص هذا الأمر قليلة وربما غير متاحة.
وأكد مجاهد على أن غياب الشفافية فى أموال تبرعات صندوق دور العبادة الذى تأسس بعد 14 أغسطس 2013 تجعلنا لانعرف أين ذهبت أموال التبرعات ، موضحاً أنه وجود قانون بناء وترميم الكنائس يعطينا دفعة لأن نصارع لأنه قانون سيسهل
كثيراً من المشكلات الموجودة الأن فى بناء وترميم الكنائس ولكن عند صدور هذا القانون لابد وأن تكون هناك إرداة سياسية لتنفيذه لأن الأمر ليس قانون فقط ولكنه تغيير مفاهيم مجتمع ، وهذا وضح جلياً فى نجاح المتشددين فى فرض
شروطهم على الدولة وهذا مارأيناه فى قرية العور بالمنيا والقرار الرئاسى ببناء كنيسة لشهداء أقباط القرية الذين ذبحوا على أيدى داعش فى ليبيا إلا ان المتشددين رفضوا ذلك مماجعل القائمين على الأمر ينقلون بناء الكنيسة لموقع أخر.
