أودعت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، حيثيات حكمها في القضية المعروفة إعلاميا بـ"حرق كنيسة السيدة العذراء بكفر حكيم بكرداسة"، والتي وقعت في منتصف أغسطس ٢٠١٣.، قائلةً إن "مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع حثَّ المتهمين على اقتحام وتدمير دور عبادة المسيحين".
وتضمنت الحيثيات، التي جاءت في 34 ورقة، أنه "عقب قيام الشرطة المصرية بفض اعتصامي رابعة والنهضة، يوم 14 أغسطس 2013، توجه المتهمون صوب كنيسة (العذراء مريم بكفر حكيم)، وكسروا نوافذها الزجاجية، وحطموا الأقفال الحديدية الموضوعة
على البوابة الرئيسة، وأضرموا النيران في محتويات الكنيسة؛ وذلك بعد أن قاموا بالتجمهر، وتحريض حوالي ألف شخص، من خلال مكبرات الصوت بالمساجد، وكان بحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء، وزجاجات مولوتوف، ورددوا شعارت مناهضة للشرطة".
وقد استمعت المحكمة إلى أقوال الشاهد السادس "أحمد جاد"، الذي شهد بأن "اجتماعا سريا بقيادة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، تضمن مباشَرة أعمال الشغب والعنف بجميع محافظات الجمهورية، على أن تشمل تلك الأعمال اقتحام وتدمير دور
العبادة للمسيحين؛ لإشعال الفتنة الطائفية، وقام مسؤول إداري بنقل تلك التكليفات إلي قيادات الجماعة بمركز كرداسة؛ فأصبحت كنيسة العذراء أحد أهداف الجماعة"، زاعمين أن ما "يتم ليس حربا على الإخوان، ولا الرئيس مرسي، بل حرب لنصرة الإسلام!".
وجاء في حيثيات الحكم: "بعد أن اطمئنت المحكمة إلى شهادة شهود الإثبات، وأدلة الثبوت المطروحة أمامها، والتي أكَّدت أن المتهمين قد جمعهم هدف واحد، هو الانتقام من الوطن، واتفقوا على هدف إجرامي، وحرقوا الكنيسة التي تقام فيها شعائر
المسيحين، بعد أن تجمهروا، وحازوا أسلحة نارية، وحرَّضوا الأهالي على التجمهر، ومنعوا المواطنين من إطفاء النيران المشتعلة بها، فقد استقر في يقين المحكمة، أن المتهمين كانوا متفقين وعالمين بالغرض الإجرامي، مُعتقدين أن (الإسلام يدعوهم إلى ذلك)".
الجدير بالذكر أن محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، والمنعقدة بمعسكر الأمن المركزي بأكتوبر، قضت في أواخر أبريل الماضي، في حكم أولي قابل للطعن، بمعاقبة 73 متهما بالمؤبد، والسجن 10 سنوات لاثنين من المتهمين، في أحداث اقتحام وحرق كنيسة "السيدة العذراء" بكفر حكيم بكرداسة، والتي وقعت عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس 2013.
