أقام المحامي سمير صبري، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة طالبت الدولة بإصدار حكم قضائي بإلزام وزير التعليم العالي بإصدار قرار بتعيين الأطباء المسيحيين في أقسام النساء والتوليد بالجامعات المصرية.
وجاء في الدعوى "أمر غريب وعجيب ويتنافى مع أبسط القواعد القانونية والدستورية ويتمثل هذا الأمر في عدم تعيين المسيحيين في قسم النساء والتوليد، والأعجب من ذلك كله أن يخرج رئيس جامعة
القاهرة الدكتور جابر جاد نصار، على شاشات الفضائيات ليقرر صحة عدم تعيين الأقباط كأساتذة في قسم النساء والولادة بالجامعات المصرية". وأضاف صبري: "لا يوجد قانون يمنع ذلك ولكن ربما تكون
ثقافة سائدة بين أساتذة القسم، وكلية الطب هذا العام طلبت تعيين 250 شخصًا. ولو هناك شخص مسيحي يريد قسم النساء والولادة يجيلي ويقدم شكوى، وأنا هعينه"، مؤكداً أنه يجب أن نأصل فكرة الالتزام بالقانون.
وأردف: "يخرج أحد الأطباء المرموقين ليقول إن هناك عرفاً سائداً في قسم النساء والتوليد في جامعات مصر بعدم تعيين الأقباط فيها كأساتذة، ويتم إجهاض أي طالب متفوق قبل حصوله على الدرجات العلمية التي تؤهله لذلك".
وقال صبري إن هذه السياسة بدأها القصر العيني وانتقلت إلى كل كليات الطب في أنحاء الجمهورية ويضطر المسيحي إلي استكمال دراسته في الخارج.
وقالت الدعوى:"عدم تعيين الأقباط في قسم النساء والتوليد في كليات الطب يقع مخالفاً للمادة (53) من الدستور و المادة (92) و (93).
وتسألت الدعوى: "كيف تتقدم الدولة ما دام يوجد بها هذا التزمت بعدم تعيين الطبيب المسيحي لأمراض النساء والولادة في المستشفيات ؟، خاصة أن هذه التفرقة التي لا مبرر لها.
يذكر أن الطبيب الذى أسس أول قسم تخصص النساء والولادة بالجامعات المصرية، هو طبيب قبطى عالمى وهو الدكتور نجيب باشا محفوظ الذى أسس أول قسم للنساء والولادة فى قصر العينى فى أوائل القرن العشرين، وهو رائد علم أمراض النساء والولادة في مصر والعالم العربي والعالم الغربي (1882 – 1974)، وكان له جهودا كبيرة في مواجهة مرض الكوليرا.
كما أسس وحدة صحة الأم لأول مرة في مصر وكذلك وحدة رعاية الحوامل ووحدة صحة الطفل، وأنشيء مدرسة متكاملة للقابلات وأصدر كتابين ظلا مرجعاً أساسياً للقابلات واللائي قد تخرج منهن ما يفوق الألف في خلال فترة 30 سنة قام فيها نجيب محفوظ بالتدريس لهن وإعدادهن لإجراء الولادات في المنازل.
وقد قام الرئيس جمال عبد الناصر بإهداء محفوظ وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية في العلوم وتم أيضاً تكريم محفوظ في عهد الرئيس أنور السادات. وسمي باسمه الأديب العالمي الحائز على نوبل في الآداب نجيب محفوظ، وذلك لأنه ساعد في ولادته بعد ولادة عسيرة.