اعترفت واشنطن بمجزرة الأرمن، دون أن تستخدم كلمة إبادة التي كان البابا فرانسيس قد استعملها مؤخرا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف، أمس الثلاثاء، إن "الرئيس الأمريكي ومسؤولين آخرين كبار في الإدارة أقروا غالبا بأن ذبح مليون ونصف مليون أرمني أو اقتيادهم إلى الموت مع نهاية السلطنة العثمانية هو واقعة تاريخية معربين عن أسفهم لذلك"، وفقا "لأرمن برس".
وأضافت أن "اعترافا كاملا وصريحا وعادلا بهذه الوقائع يصب في مصلحتنا ومصلحة تركيا وأرمينيا وأمريكا".
واعتبرت هارف أن "البلدان تصبح أكثر قوة وتحرز تقدما حين تعترف وتأخذ العناصر المؤلمة لماضيها في الاعتبار"، مؤكدة أن تغييرات كهذه "أساسية لبناء مستقبل مختلف وأكثر تسامحا". ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية استخدام كلمة إبادة رغم استخدامها من قبل البابا فرنسيس خلال قداس الأحد الماضي في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان.
وكان باراك أوباما قد استخدم هذه الكلمة حينما كان عضوا في مجلس الشيوخ وتحديدا خلال حملته الانتخابية العام 2008 حين وعد بـ"الاعتراف بإبادة الأرمن".
وصف مجازر الأرمن بالإبادة خط أحمر بالنسبة لتركيا
ورسمت تركيا خطا أحمر برفضها الضغوط الدولية والاعتراف بالمجازر التي تعرض لها الأرمن خلال وبعد الحرب العالمية الأولى في الذكرى الـ100 لتلك المأساة.
وأظهرت تركيا تشددا بشأن هذه المسألة حينما استدعت ممثل الفاتيكان إلى وزارة الخارجية لإبلاغه احتجاجها على تصريح البابا بهذا الشأن، كما استدعت سفيرها من الفاتيكان، وفقا لرويترز.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن غضبه بسبب تصريح البابا فرنسيس، ورد قائلا إن "لعب رجال الدين دور مؤرخين تكون نتيجته التحريف وعدم الواقعية"، ودعا البابا "إلى عدم تكرار الخطأ".
وكان الرئيس التركي قد قدم العام الماضي عندما كان رئيسا للوزراء تعازي بلاده "إلى أحفاد الأرمن الذين قتلوا في 1915". لكن أرمينيا رفضت تعازيه مطالبة بالاعتراف بإبادة الأرمن والتعبير عن "الندم" عليها.
وفي هجوم غير معتاد من مسؤول كبير، اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو البابا بالانحياز وبأنه تصرف بصورة غير لائقة وتجاهل معاناة المسلمين في الحرب العالمية الأولى، وفقا لما نشره موقع "سبوتنك" الإخباري.
كما أوضح وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، أن تصريحات بابا الفاتيكان الداعمة للادعاءات الأرمنية حول أحداث عام 1915، تتناقض مع تصريحاته التي أدلى بها في تركيا.
وقد اتهم الأرمن تركيا، في وقت سابق، بالسعي إلى التغطية على احتفالاتهم في "ذكرى الإبادة" من خلال تنظيم احتفالات في اليوم ذاته في ذكرى معركة شنق قلعة سافاشلاري أو "معركة غاليبولي" التي تعرف في الغرب باسم معركة مضيق الدردنيل الشهيرة.
حالة تأهب قصوى في تركيا تزامنا مع ذكرى مذابح الأرمنعلى صعيد آخر، تشهد أجهزة الأمن التركية حالة استنفار أمني غير مسبوق، مع اقتراب الذكرى المئوية لمذابح الأرمن.
وتحيي أرمينيا هذه الذكرى في 24 أبريل، اليوم الذي جرى فيه عام 1915 اعتقال مئات الأرمن قبل ذبحهم لاحقا في إسطنبول، وشكل بداية المجازر حيب الرواية الأرمنية، وفقا لصحيفة "يني شفق" التركية الموالية لأردوغان.
واعترفت دول عدة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بهذه المجازر كإبادة، غير أن تركيا تؤكد أنها حرب أهلية قتل فيها بين 300 و500 ألف أرمني ومثلهم من الأتراك.
ويقدر المؤرخون عدد الأرمن الذين قتلوا على يد الأتراك العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى بـ1.5 مليون، لذا يصف العلماء الجريمة بأنها أول إبادة جماعية في القرن الـ20.