أثارت تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، بشأن "الكتب المقدسة للمسيحيين"، غضبا شديدا بين أقباط مصر، حيث وصف بعضهم التصريحات بأنها تشبه ما يروجه المتشددون من جماعات الإسلام السياسي منذ عقود من الزمن، في حين أعرب أمين الجامعة العربية عن أسفه لـ"سوء الفهم لبعض تعليقاته والتي قد تفسر على أنها تحمل إساءة للديانة المسيحية."
وقال العربي في أثناء حديثه عن السنة والشيعة والعمليات العسكرية باليمن بختام القمة العربية "إحنا مش كاثوليك وبروتستانت عندنا كتب مختلفة وأوضاع مختلفة".
يأتي ذلك بينما تصاعد الغضب بين قيادات كنسية، حيث قال الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأسقف كنائس وسط القاهرة على صفحته الشخصية بموقع تويتر، إن أحد الشباب طلب منه الرد على نبيل العربي وأنه أجاب السائل قائلاً: "نحن نرد على المثقفين فقط".
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أسفه البالغ لسوء الفهم الذي نتج عن بعض التعليقات التي أدلى بها خلال المؤتمر الصحفي الختامي للقمة العربية بشرم الشيخ، والتي قد تفسر على أنها تحتوي على إساءة للديانة المسيحية.
وقال العربي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مصرية، إنه "لم يقصد على الإطلاق التعرض للأمور العقائدية أو الإيمانية، وإنما كان يقصد فقط الإشارة إلى الأحداث التاريخية والصراعات التي دارت بالفعل في القارة الأوروبية خلال القرون الوسطى، وهي الصراعات التي لم تشهدها المنطقة العربية سواء بين أبنائها المسيحيين أو أبنائها المسلمين".
وأكد "احترامه الكامل والعميق للديانة المسيحية ولإخوانه المسيحيين الذين يشكلون جزءًا أساسيًا من نسيج المجتمع العربي." وصف رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان نجيب جبرائيل، تصريحات نبيل العربي بـ"العنصرية" عندما يصف المسيحيين بأنهم "مختلفين في كتبهم وأحوالهم أثناء حديثه عن الخلاف بين السنة والشيعة،" وأضاف: "ما كان لرجل مثله وفى مقامه الرفيع أن تصدر منه مثل هذه التصريحات."
وقال جبرائيل لـCNN بالعربية، "هناك غضب شديد بين الأقباط من تلك التصريحات" لافتا أن الأنبا رافائيل اعتبره "غير مثقف ووضعه في مرتبة أن حجمه ليس هو ما يمكن التعويل عليه." وقال الناشط القبطي، مينا ثابت، أن تصريحات العربي تشبه ما يتردد في الأوساط الأكثر تشددا لجماعات الإسلام السياسي منذ عقود الزمن وتأثر بها البعض رغم منصبه الدبلوماسي المرموق وكأنه يتأثر بنفس هذه الثقافة.
وأشار في تصريح لـCNN بالعربية، أن هذا الأسلوب من الخطابات وما اعتبرها بـ"الثقافة المتطرفة" في موضوع قتل بحثا توضح حجم الأزمة المجتمعية والتحديات التي تواجه الأقليات الدينية والمسيحية، إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى أن الاعتذار "سيكون أمرا مقبول."