أثار هدم تنظيم “داعش” لآثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين في متحف مدينة الموصل شمالي العراق، حفيظة العالم أجمع؛ لما وجده خطوة نحو الجهل والرجوع للوراء بالقضاء على الحضارات، لكن التنظيم الإرهابى لم يكتف بالآثار حيث، فهدم بالأمس الآثار المسيحية في العراق وأجزاء من الكنائس ووضعوا رايتهم السوداء بدلا من الصلبان.
جرائم تنظيم “داعش” تدق ناقوس الخطر لمزيد من الانتهاكات وهدم الكنائس، بعدما حرض حسين بن محمود، المعروف بالفقيه الشرعي للتنظيم الإرهابى في مقال منشور له على مواقع جهادية منذ شهر، على هدم جميع الكنائس الموجودة بمصر؛ نظرًا لبنائها بعد الفتح الإسلامي لمصر، مستندًا إلى فكر “ابن تيمية”.
من جانبها، حصلت «البديل» على فيديو لإحدى حلقات دروس الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بتاريخ 14 ديسمبر 2013، بعنوان “بناء الكنائس”، يستعرض خلاله فكر شيخ الإسلام “ابن تيمية”، حول هدم الكنائس وعدم حرمانية ذلك، مستندًا إلى وقائع من عهد الخلفاء والصحابة، وكتب ابن تيمية التي تؤكد ذلك.
قال “برهامي” إن هدم الكنائس غير حرام شرعًا، وسبب موافقتنا على بنائها من خلال مواد الدستور الخاصة بدور العبادة وعدم أخذ الجزية من النصارى، أن المسلمين في العصر الحالي معلوم حالهم بالنسبة لدول العالم بالضعف وتدهور المنزلة بين الناس.
وأضاف: «حين فتح المسلمون مصر، كان جميع الفلاحين نصارى، وكان المسلمون وقتها من الجيش والجنود فقط، ولم يكن هناك انتشار للإسلام بعد، فسمحوا للنصارى ببقاء كنائسهم كما سمح الرسول لليهود بالبقاء في خيبر عندما فتحها، وعندما كثر أعداد المسلمين، أخرجهم منها عمر بن الخطاب لقول رسول الله “أخرج اليهود والنصارى عن جزيرة العرب”، ووقتها لم يكن هناك يهوديًا واحدًا في خيبر».
وتابع: «كذلك القرية التي بها نصارى، وليس عندهم مسلمون ولا مساجد، فأجازوا بقاء كنائسهم، على الرغم أن هدمها ليس محرمًا، ولكنهم وجدوا سببًا في وجود كنائس للنصارى، حيث لم يكن عدد المسلمين كاف وكانوا قلة، ولكن عندما سكن المسلمون الأرض وبنوا عليها مساجد، فلا يصلح أن يجتمع بيت رحمة وبيت عذاب كما قال رسول الله».
وأشار “برهامي” إلى أن سبب بناء الكنائس الجديدة في مصر، هو ضعف حال الفاطميين وتشتتهم، وعندما جاء صلاح الدين الأيوبي، لم يهدمها نظرًا لأنه كان منشغل بأعدائه الكثيرين في ذلك الوقت، مضيفا: «من يهدمون الكنائس ويقيمون في النصارى أمر الله، مثل الخليفة عمر بن عبد العزيز، منصورون، ومن دون ذلك فهم مغلوبون مقهورون».
وأوضح “برهامي” أن هدم الكنائس جائز شرعًا ما لم يكن هناك ضرر واقع على المسلمين من الهدم، كادعاء الخارج كذبًا أن المسلمين يضطهدون النصارى ويكون سببا في الاحتلال، بالإضافة إلى ما أشار إليه في السابق “قلة عدد المسلمين”.