قامت شرطة دلهي بإيقاف و ضرب و اعتقال عشرات الكهنة و الراهبات و النساء و الأطفال الذين كانوا يشاركون في احتجاج سلمي أمام كاتدرائية القلب المقدس هذا الصباح.
كان المتظاهرون يسيرون بصمت احتجاجاً على الهجمات على الكنائس الكاثوليكية في المدينة خلال الشهرين الماضيين. و بررت الشرطة تدخلّها هذا بالقول أن التجمع كان "غير قانوني".
قال الكاردينال أوزوالد غراسياس رئيس أساقفة مومباي أن "ما حدث اليوم هو وصمة عار على الهند العلمانية الديمقراطية".
كانت عدة جماعات مسيحية قد نظمت المسيرة الصامتة التي كان من المفترض أن تنتهي أمام مقر إقامة وزير الداخلية راجنات سينغ. لكن رجال الشرطة أوقفوا المسيرة.
اعتُقلت امرأة مسنة عند وقعوها من قبل أربع شرطيات و ألقيت في سيارة شرطة. و قال موكيش كومار مينا وهو ضابط كبير في الشرطة:"تم اعتقال الناس. فلا أحد لديه الحق في الاحتجاج على الطريق. لا يمكن أن تكمل المسيرة طريقها إلى مقر إقامة وزير الداخلية. من واجبنا حماية مقر إقامة كبار الشخصيات".
أشار رئيس أساقفة مومباي الذي يشغل أيضاً منصب رئيس اتحاد مؤتمرات الأساقفة الآسيوية أن "الطريقة التي يعاملون بها نسائنا اللواتي كرسن حياتهن لله كمجرمين و لم يستثنوا حتى الأطفال".
و تابع الكاردينال غراسياس:"يشكل المسيحيون أقل من 2% من سكان الهند. و في دلهي يصل عددهم إلى 100000 من أصل 25 مليون نسمة". و أضاف:"إنهم مجموعة سلمية و ملتزمة بالقانون. مؤسساتنا التعليمية و مرافقنا الصحية في خدمة الأمة. و مع ذلك، و ردّاً على عشرات العقود من بناء الأمة، يتم التعامل مع نسائنا المتدينات و كهنتنا كأنهم مجرمون. إنها وصمة عار على وطننا الأم".
كما انتقد ساجان جورج رئيس المجلس العالمي لمسيحيي الهند هذا "العمل القمعي من قبل الشرطة". و قال جورج:"إن ما حدث اليوم هو علامة على أن الفظائع التي تمارس ضد الطائفة المسيحية الصغيرة لا تزال تتصاعد، في حين لا تزال السلطات صامتة أمام التعصب المتزايد".
و أضاف ساجان جورج أن "الحكومة الهندية قد رفضت هذا الأسبوع إعطاء تأشيرات دخول (فيزا) إلى رئيس الأساقفة آرثر روش و رئيس الأساقفة بروتاس روجامبوا الذين كان من المقرر أن يحضرا مؤتمراً حول "الليتورجيا و الحياة" في بنغالور بين 3 و 9 شباط".
المونسنيور روش هو أمين سر مجمع العبادة الإلهية و نظام الأسرار، و المونسنيور روجامبوا مسؤول مجمع تبشير الشعوب "كانا قد تقدما بطلب التأشيرة الخاصة بهما في منتصف كانون الأول، لكن طلبهما قوبل بالرفض. بالرغم من عدم وجود أسباب لرفض منح التأشيرات".